تاريخ النشر: 04/11/2025
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة الناشر:كنت أحمل "مطرة" ماء تحت "الشنتيان" عند مستوى الخاصرة. أخرجتها وناولتها كي تشرب، وكي تهدأ ربما وأفهم أكثر من هي ومن أين أتت، أو ماذا تفعل هنا. شرِبَت بنهَم. شربَتها كلَّها، ثم مسحت شفتيها بطرف كمّها، وجفّفت أيضًا خدّيها المبلّلين بالدموع، ونظرت إليّ
نظرات فاحصة، متشكّكة، ثم سألتني من أكون؟ ومن ...أين جئت؟
قلت لها: اسمي عطاف. جئت من كرم الزيتون هناك. في تلة غزالة. كنت أقطف .. فقاطعتني قائلة: لا! لا! أقصد من أي بلد جئت؟
لم أفهم؟!
شو قصدك من أي بلد؟ أنا من هون !! من فلسطين.
قلت فلسطين! وبيتي هناك. وبيت أهلي هناك! وأشرت بيدي إلى تلة محاذية لوسط البلدة وبينما كنت أفعل .. أدركْت! أدركَت.
أدركْتُ، وتوقفْتُ عن الكلام. فعلت هي الشيء ذاته! تراجعْتُ إلى الخلف خطوتين.
هي/تراجعَتْ أيضًا، وساد صمت.
كانت لحظة غريبة.
لا أعرف كم مرّ من الوقت ونحن واقفتان هكذا.
هي من بدأ الكلام وشقّ نسيج الصمت. إقرأ المزيد