تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
نبذة نيل وفرات:الشمشاطي صاحب هذا الكتاب، هو أبو الحسن علي بن محمد الشمشاطي العدوي من بني عدي من تقلب. هذا ما أجمعت عليه المصادر، وقد أثار الثعالبي الى أن له ابناً هو أبو الفتح الحسن بن علي بن محمد، أصله من شمشاط، وهي على ما ذكر يأتون مدينة الروم على شاطئ ...الفرات. وقد انفرد ابن النديم بنسبته الى سميساط وقال: أصله من سميساط من بلاد أرمينية من الثغور وهي مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على غربي الفرات ولها قلعة في شقّ منها يسكنها الأرمن، وهي غير شمشاط. عاش الشمشاطي في القرن الرابع الهجري، وهو قرن نحو الثقافة وازدهار العلم، وقرن المدوّنات والموسوعات، وعصر الدويلات المختلفة التي كان لها الأثر الكبير في شيوع المعرفة والمنافسة بين الأدباء والعلماء. وفي بلاط الحمدانيين الذي كان مركزاً مهماً من مراكز الثقافة، كان الشمشاطي يتبوأ مكانه كمعلم لناصر الدولة الحمداني وأخيه. فما ثقافة الرجل ومن أساتذته الذين تلقى على أيديهم علمه الغزير؟ ذلك أمر لم يمكن التثبيت منه إذ لم تتحدث المصادر عنه، على أن الباحث باستطاعته تلمس أصول ثقافته ومدى علمه من خلال قراءته لكتاب الأنوار الذي نقلب صفحاته. ليس أدل على ثقافة الرجل من تأليفه لكتاب الأنوار الذي يضم مئات الأبيات قديمها وحديثها ذكرها بأسلوب يدل على سعة درايته بأمور الشعر العربي وقائليه كما أنه قد يشير الى السرقات الأدبية. 2- كان المؤلف يعمد أحياناً الى شرح بعض ما غمض من المسائل اللغوية أو معاني الأبيات بشكل يوحي بحسن تملكه لناحية اللغة والحاجة بمعنى المقررات 3- ثقافته العالية في موضوع التاريخ الإسلامي وتاريخ العرب في الجاهلية وهو فن صعب المنال كما اعترف بذلك الميداني، وقد أورد في مادة أيام العرب معلومات وتفصيلات لم ترد في كتب التاريخ المهمة كابن الأثير والعقد الفريد مثلاً وكثرة ما أورده أيضاً من شعر منسوب الى أصحابه 4- رواياته الكثيرة عن الصدي وأبي عبيدة والأخفش، ورواياته أيضاً عن المبرد والثعالبي، ففي كتابه هذا نصوص منقولة عن الكامل والأمالي مما يدل على أنه قرأ الكتابين، أو كان على الأقل عالماً برواياتهما، وقد ترك الشمشاطي الكثير من الآثار في الأدب واللغة بالإضافة الى رسائل له في فنون شتى من العلم تصل الى أكثر من عشرين رسالة. وقد أجمعت المصادر على أن الشمشاطي شعراً، وقد جاء معظمه في كتابي الأنوار والابتهاج. ففي كتاب الأنوار ذكر عدة قصائد في موضوعات مختلفة كالسلاح والخيل وأدب الحنين وشعر الطرد، ويلاحظ أن أكثر ما ورد من الشعر في هذا الكتاب لا يشير الى طابع معين ينفرد به الشاعر، ويمثل طريقته الشعرية الخاصة، حيث لا يعدو كونه أيضاً بداية لشيوع حركة التصنيع التي ظهرت بوادرها في الأدب العربي في ذلك العصر. هذا وقد تحدثت المصادر القديمة وبعض المصادر الحديثة عن هذا الكتاب (الأنوار) وذكرته في بداية مؤلفات الرجل. ومما يلاحظ في هذا الباب أن الكثير من المصادر القديمة وبعض الحديثة ذكرت أن اسم الكتاب هو "الأنوار والثمار" جمع فيه المؤلف ما قيل في هذين الفنّين. إقرأ المزيد