تاريخ النشر: 01/07/2006
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"تبدو "عمّان" "كوفي شوب" كبيراً، يتلجلح الناس فيه بين متعلقات البداوة وعتبات المدنية. كنت أتجول في المول الكبير "فكة" وتتبادر إلى ذهني صورة "مكة" وأهلها، في فيلم "الرسالة" لـ"مصطفى العقاد"، في هذا "المول" الطويل العريض، يمكن للمرء أن يحصل على أيّ شيء. اشتريت قلماً، وبطاقة "كريديت" للموبايل فحسب، لا ...أدري لماذا كلما أربكتني البضائع، لا أشتري سوى قلم، لعلّه الشيء الأهم؛ على الأقل بالنسبة إلي، الشيء الذي ينقذني. قلمي وبطاقة "الكريديت" الآن ضدان، فالأول ينقذني، والثانية تورطني، وتراودني عن صمودي. هل أشحن موبالي، فأقلمك؟! لأكتشف أن القلم وبطاقة "الكريديت" متواطئان، فبالأول أكتبك، وبالثاني أكلمك. لماذا كل الأشياء تتواطأ معك ضدي؟! اليوم في "عمّان" وغداً في "حلب" قديري الآخرون في نمط حياتي هذا، شكلاً من أشكال التعذيب، لكنه محض اختيار! وقعت عقداً مع إحدى القنوات الفضائية الخاصة، التي مقرها "عمّان"، أعدّ فيها برامج ثقافية، مع احتفاظي بعملي في المركز التلفزيوني في "حلب"، وبعد قليل، قد أترك "حلب" ومركزها إلى الأبد، لأستقر في "عمّان" وهكذا، رتبت حياتي التي لا شيء فيها سوى الكتابة والقراءة، وحتى أنت ستخضع لهذا السياق! إما أن تكون في حياتي كائناً مقروءاً مكتوباً، وإما ألا تكون، هذا ما سأحاول توخيه على الأقل. في ذلك اليوم التقينا فيه في "دار الياسمين"، على العشاء الذي أقامه المركز الثقافي الفرنسي في "حلب" حيث كنا نعرف بعضنا بالاسم والشكل فقط، سألتني عن سبب اختياري هذا الشقاء المتمثل بالترحال الأسبوعي، ودارت تكهناتك حول رغبتي في جني المال، على الرغم من وجود التزامات تضطرني إلى ذلك، وترسيخ الموقع الإعلامي، الذي تمنحني إياه فضائية صغيرة، كالتي تعاقدت معها، واحتمالك الثالث كان الهروب".
الحياة بزخمها تبدو حاضرة في هذه الرواية. ترسم الروائية شخصياتها بعناية، تحركها بمهارة لترسم من خلالها أحداث وتنسج منولوجات كاشفة عن مكنوناتها التي تشكل بكليتها مشاعر الإنسان وأحاسيسه المختلجة من سيرورة حياته المليئة بالمنعطفات والمنحدرات وبالطرق الوعرة.
في هذه الحكاية تبرز الشخصية المحورية الأديبة التي أرادتها الروائية أن تكون على مستوى ثقافي معين تخوض في غمار الحياة متعرضة لتجربة عاطفية بعد أن كانت قد أغلقت باب العمر وراء ذلك. تغريك الرواية لمتابعة ما استجد من أحداث لتتابعها إلى النهاية. إقرأ المزيد