رحلات أمير بحر العرب إلى جزر الشرق والصين
(0)    
المرتبة: 88,224
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
نبذة نيل وفرات:في سنة 1932 عاش في (البصرة) رجل طيب اسمه أحمد السماك، كان يحمل أسماكه على كتفه ويتجول في المدينة، وقد صادف أنه حمل في يوم من الأيام صيده من الأسماك، كان ذلك اليوم شديد الحر فتعب وعرق، فرأى من بعيد قصراً كبيراً وبناؤه عجيب وله سور عال، أمامه زهور ...وأشجار النخيل، ووجد الهواء هناك معتدلاً وبجانب الباب مصطبة عريضة، فجلس السماك قرب تلك المصطبة ليستريح ويشم الهواء، هبّ عليه من حديقة القصر نسيم منعش ورائحة الزهور الطيبة، فارتاح السماك واضطجع على المصطبة....
وحاول أن ينظر إلى داخل القصر فرأى بستاناً عظيماً وأحواض الماء... ثم أخذ غفوة قصيرة، وفي المساء انفتح باب القصر وخرج منه، رجل كبير السن وسلم عليه وقال أدخل إلى القصر، ودعاه ليأكل الطعام معه، ثم قال أنا بستاني هذا القصر، فأراد السماك أن لا يدخل فما قدر، فوضع حمولته عند الباب، ودخل مع البستاني إلى القصر... وقدم الخدم طعام الغداء إلى السماك...
وبعد أن أكل وشبع وحمد ربه سأل قائلاً: ومن يكون صاحب هذا القصر أيها البستاني الطيب، فقال البستاني: سيد هذا القصر من كبار التجار في البصرة وهو ذو حسب ونسب وشاب كريم ومتدين وشجاع ويجب عمل الخير واسمه (عبد الرحمن بن أحمد الرحماني)، دعا السماك لصاحب القصر... ثم سأل: أرى عندكم حركة وشغل كثير في القصر، ردّ عليه البستاني: اليوم عند المساء يزورنا ضيوف وتجار من أصدقاء سيدي (عبد الرحمن) حتى يسمعوا قصة (البطل سيف الدين أمير بحر العرب)...
وهكذا تابع السماك تلك الحكاية الشيقة... حكاية سيف الدين أمير بحر العرب وهو أحد الأبطال البحارة القدماء سجل مغامراته البحرية على شكل رحلات حتى تبقى ذكرى لأولاده وأحفاده في البصرة والخليج وقد عثر التاجر عبد الرحمن على هذه الرحلات عندما اشترى بيتاً قديماً ليفتح فرعاً جديداً لتجارته، وتعود هذه الرحلات إلى القرن (الثامن عشر الميلادي)، التي شملت السند والهند وجزر وبلدان جنوب شرق آسيا والصين، وسيف الدين هو بحار عاش في البصرة، وقام بالعديد إلى بلاد الشرق: بحاراً ومغامراً وتاجراً، وكانت له بطولات كثيرة في هذه البلدان، وإلى جانب حكايات رحلات سيف الدين، وجد التاجر كنزاً لا يقدر بثمن... وجد وثائق صينية نادرة تؤكد أن العرب حلوا محل الفرس في مزاولة التجارة البحرية مع الصين وذلك في أوائل القرن الثاني الهجري، وكان أول عربي يقوم برحلة إليها هو التاجر العماني (أبو عبيدة، عبد الله بن القاسم) الذي ملأ مركبه عام (750م) بالصبار والأخشاب من سواحل الصين...
وكان العرب يشترون أيضاً من الصين الحرير والكافور والمسك والتوابل ومصنوعات الخزف الصيني قبل عودتهم مع بداية الرياح الموسمية الشمالية الشرقية التي تهب على البلاد، أما عن تلقيب (سيف الدين) بأمير بحر العرب، فلأن من حوله كانوا يفخرون بشجاعته وحبه الكبير للبحر والمغامرات البحرية ومواجهة الأخطار والصعاب ومشقة الترحال من بلاد إلى بلاد، ومن جزيرة إلى أخرى.
وهكذا تابع السماك مع جميع الحاضرين بشوق وشغف حكاية هذا البحار، وما واجهه في رحلاته من صعاب ومشاق، وأحداث شيقة، والمدن التي زارها، والطرائف التي كانت تحدث عند التقائه بأشخاص من هذه الشعوب المختلفة، وعجائب كل شعب من هذه الشعوب.
وقد كان عدو تلك الرحلات خمسة: الرحلة الأولى إلى بلاد السند والهند، الرحلة الثانية إلى جزيرة (أندونيسيا)، الرحلة الثالثة إلى (قندهار) في بلاد أفغانستان، الرحلة الرابعة إلى جزر جنوب شرق آسيا (أوبروناي) الرحلة الخامسة والأخيرة إلى بلاد الصين. إقرأ المزيد