آشور بانيبال.. سيرته ومنجزاته
(0)    
المرتبة: 34,034
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن تاريخ العراق القديم حافل بالشخصيات البارزة التي لعبت دوراً تاريخياً عظيماً في تطور وازدهار الحضارة وقدمت للبشرية منجزات لا تزال آثارها حية حتى اليوم ومن هؤلاء الخالدين الملك الآشوري العظيم آشور بانيبال الذي جمع في شخصيته، السيف والقلم، حيث كان قائداً عسكرياً من الطراز الأول، استطاع بدرايته وكفاءته ...العسكرية، أن يحافظ على كيان الإمبراطورية الآشورية، ويثبت أركانها، وأن يقودها إلى قمة المجد. إن الدور المتميز الذي لعبه هذا الملك، في تحقيق وحدة العراق القديم، والدفاع عنه ضد الأعداء، فضلاً عن منجزاته العسكرية والسياسية والاقتصادية، كان أحد الأسباب التي دفعت إلى "المؤلف" اختياره موضوعاً لكتابه من أجل إبراز شخصيته من خلال ربط الأحداث في عهده بشكل منطقي وطبيعي.
وكتابي هذا مقسم على أربعة فصول تناول في الفصل الأول مجمل الأحداث السياسية والعسكرية، التي جرت إبان العصر الآشوري المتأخر (الإمبراطورية الثانية) لا سيما المدة السرجونية مبتدئاً بعهد تجلا تبليزر الثالث حتى نهاية عهد أسرحدون، لكي تعطي فكرة واضحة عن أوضاع هذه المدة التاريخية المزدهرة من حكم الآشوريين، بعد أن سبقتها مرحلة ضعف وانحطاط وحيث برز الدور الآشوري في هذا العصر بشكل لافت للنظر وبسبب تعاقب ملوك أقوياء على حكم البلاد، واتباعهم سياسة حازمة ضد كل من تسول له نفسه التمرد على الإمبراطورية الآشورية الناهضة. وتناول في الفصل الثاني اسم هذا الملك العظيم، معناه توضيح لطبيعة حياته وما كان يقوم به في شبابه، من تعلم للقراءة والكتابة، وممارسته رياضة الفروسية واستخدام السيف، والرمي بالسهم والرماح، التي كان لها الأثر البارز في صقل شخصيته، وإعداده بشكل كامل لتسلم مهامه القيادية في إدارة دفة الحكم، وممارسته السلطة خلال ولايته للعرب، والظروف التي دفعت والده إلى تعيينه ولي عهد مرشح على بلاد آشور وتعيين أخيه شمش – شوم – أوكن على بلاد بابل، وما أحاط بهذه القضية من ملابسات وأحداث وخصصت جزءاً من هذا الفصل للحديث عن اسمه في المصادر الكلاسيكية، وأحواله الاجتماعية. وكذلك مسألة الملك النبيل ومفهومها في نظر سكان العراق القدماء أما الفصل الثالث فقد قسم على قسمين، الأول منهما خصص للحديث عن كتابات هذا الملك بصورة عامة والقسم الآخر وهو الأوسع كان يخص الحملات العسكرية، التي قادها آشور بانيبال بنفسه، أو أوعز إلى قادته في قيادتها التي دفعت رياض عبد الرحمن أمين الدوري إلى أوسع حدودها الجغرافية.
أما الفصل الرابع فقد قسم على ثلاثة أقسام، كان الأول منها مخصصاً للمنجزات العمرانية التي حققت في عهد آشور بانيبال، والاهتمامات التي قام بها في ترميم معظم المعابد القديمة وإعادة بنائها ولم تقتصر اهتماماته على بلاد آشور فقط بل شملت أيضاً بلاد بابل، والقسم الجنوبي من العراق، في مدن نفر والوركاء وامتد هذا النشاط إلى منطقة أعالي الفرات، فشمل مدينة حران، وكذلك امتد إلى منطقة ديالى لا سيما موقع تل حداد. وفي الجزء الثاني الذي تناول موضوع الفن الذي بلغ قمة ازدهاره، ولا سيما النحت البارز الذي جسد بشكل حقيقي أحداث ذلك العصر من خلال تصويره الواقعي لمعارك الآشوريين ضد العيلاميين ومن خلال تصويره مشاهد صيد الأسود، والحيوانات، حيث أبدع الفنان الآشوري في إعطاء الحركة والحيوية لهذه المنحوتات، ووظف بشكل مبدع إمكاناته الفنية في إبراز تفاصيل الجسم المختلفة، كما أنه عرف المنظور من خلال تجسيده منظر حديقة ملكية على إحدى المنحوتات، ولم يكتف هذا الفنان بهذه الموضوعات، بل عرج على تسجيل نشاط هذا الملك العمراني، على إحدى المنحوتات من خلال تصويره الملك حاملاً سلة البناء على رأسه.
وخصص الجزء الأخير من الفصل الرابع لموضوع المكتبة الملكية في نينوى، وأوضح الدور البارز الذي لعبه الملك آشور بانيبال في اهتمامه بثقافات، العصور التي سبقته ومعارفها وجمعه كل الرقم الطينية التي كانت محفوظة في معابد العراق القديم ولا سيما معابد بابل والقسم الجنوبي من العراق، بحيث تمكن من أن يؤسس في نينوى أضخم مكتبة منظمة عرفها الشرق القديم، وكان له الفضل في الحفاظ على التراث الحضاري، والتاريخي لبلاد وادي الرافدين. إقرأ المزيد