آفاق علم النفس بين التحليل والقياس
(0)    
المرتبة: 255,594
تاريخ النشر: 01/04/2006
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:علم النفس باعتراف الكثيرين من العاملين يرتكز أولاً على السلوك ومفهومه وآليته (mecanismes) ودوافعه وأسبابه وانعكاساته في التعاطي مع الآخر والمجتمع، كذلك فإن هذا الموضوع بالذات يتطلب دائماً وبصورة مستمرة الإطلاع على الدراسات المتقدمة والمتطورة، بالإضافة إلى القديمة منها لنقدها وتجديدها ومناقشتها والاعتراف بها أو تعديلها مثلاً. فالسلوك أولاً ...مسالة جدلية دينامية، وله بعد وراثي تاريخي بيئوي سحيق متمثل في الزمن هادف إلى المستقبل، وهو لصيق بالإنسان والحيوان معاً، كذلك له بعد حضاري ثقافي إتنولوجي، يستلزم التمعن في مكنوناته، والناحية الفردية والاتنية المرتبطة به. فإن ما نعرفه حول المرء لا يزال محدوداً وضئيلاً، بالمقارنة بما نعرفه عن عناصر المحيط الآخر والعالم المادي الفيزيائي والطبيعي، كذلك فإن هذا القليل الضحل من المعارف العلمية غير مدرك وغير مبحوث إلا من قبل القلة المتخصصة.
وإننا بلا ريب مقتنعون عميقاً أن علم النفس له أساس واحد وغني تلتقي من خلاله العلوم الإنسانية، وتفهم من خلاله الحياة الإنسانية بمختلف جوانبها. كذلك فإننا نعتقد برسوخ أن إمكانيات هذا العلم اللامتناهية تثري معرفتنا المباشرة لكل الشروط التي تتحكم بالسلوك الإنساني، كذلك فإنه كعلم، لن يقتصر أبداً على فئة من القراء المتعمقين والمتخصصين في هذا المضمار، بل هو مادة للجميع تصب في إطار خدمة التجربة الفردية الاجتماعية وإغنائها.
ومن هنا كان لا بد من استعراض كل هذه النظريات المرتبطة بموضوع السلوك بصيغة جديدة متفاعلة جدلية، نامية وهادفة إلى تبسيط وتسهيل المفاهيم العامة، انطلاقاً من المفهوم الوراثي والمكتسب (acquis) للشخصية، دون أن تتخلى عن الالتزام الصريح بذكر الحقائق والوقائع التي تساهم في تكوينها، فهو علم اتخذ من الموضوعية وقواعد المنهج العلمي نبراساً له.
ولكي تؤدي الغاية مرتجاها بأن يلم القارئ بموضوعات الكتاب بصورة شاملة فقد ارتأى "محمد زيعور" معالجة موضوعاته بطريقة مشوقة، ومن خلال وجهة نظر رئيسية، وهي أن المعرفة بالسلوك الإنساني (نظرياً وعملياً) معرفة بالشروط المساهمة في تشكيل جوانب سلوكه المتعددة والمختلفة. ويجيء هذا الكتاب في مجمل فصوله معبراً ودالاً عن وجهة النظر هذه.
حيث يعرض في بابه الأول للآراء العلمية القديمة والمعاصرة في دراسة السلوك كما ويستعرض الاتجاهات المتعددة في تقرير الشخصية من ثم يرد على سؤال هام مفاده كيف تتم عملية الوراثة على الصعيد الفيزيولوجي، ويلقي الضوء على: أنماط شخصية وتصنيفها، مفهوم الثقافة الاجتماعية، المذهب التحليلي في دراسة الشخصية والسلوك (سيغموند فرويد)، البعد التاريخي للشخصية... أما في بابه الثاني مقدم دراسة توقفت عند القياس الشخصي فقدمت بداية ترجمة لرورشاح، وردت على سؤالين هما: كيف تقوم بإجراء رائز الـ(رورشاخ)؟ وكيف نستخرج النتائج الروشاخية؟ كما قدمت تحليلاً لرائز caltol ولرائز "ماك كزي" إقرأ المزيد