تاريخ النشر: 01/04/2006
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن محمل الأعمال التي سترد في الفصول التالية هي مجرد توجيهات تساعد الحاج للقيام بالمناسك واستغلال هذه الفرصة الذهبية دون أي هدر لوقت محسوب أو تضييع لأيام معدودات، وبالتالي لا توجد في هذه السطور بيانات لفقه الحج أو أحكامه حسب الفتاوى والمرجعيات، فهذه الأمور أسهب بها علماء كبار وأساتذة ...مجتهدون.
لكن ما يسعى إليه هذا الكتاب هو رسم طريق واضح لمناسك الحج في تسير للأمور وتوضيح لبعض الإنجازات التي يمكن أن يحصلها الحاج من خلال هذه الفريضة المباركة ليجد السلام مع النفس والسعادة في العطاء، وليكون التوجه صحيحاً نحو الهدف الذي يسعى من أجله تاركاً وراءه الأهل والمال والراحة، وإظهاراً للمزايا التي تكتب في حج صحيح، وتلافياً لعيوب قد تسقط أعمال الحج في غفلة عن الأمر أو اهتمام بأمور لا علاقة لها بالمناسك أو بأفعال الحج.
ومن هنا، جاء التأكيد على استغلال الوقت بالشكل الصحيح ودون إضاعة أو هدر للحظات هي بنتائجها إن أداها الحاج بالشكل الصحيح كانت من أثقل الأعمال في ميزان حسناته يوم العرض على الله سبحانه.
إذا إن ما ستقدمه هذه الصفحات هو قراءة لمناسك الحج من حيث الاستغلال الصحيح للأيام المعدودات والاستفادة من كل لحظة من لحظات التواجد في الأراضي الطاهرة وذلك بوصف التسلسل اليومي لما ينبغي القيام به من أعمال دون هدر لقوت أو تله بأمور جانبية ودنيوية يعمل الشيطان جاهداً للإيحاء بها وزج الحاج في خضمها حتى يسلب منه التوجه والوعي والإدراك لما يقوم به من أعمال مجيدة، وبالتالي لا يمكنه من تحقيق هدفه السامي في أداء الفريضة المباركة بالشكل الصحيح.
إن إتباع سياسة التدرج في فهم أعمال الحج واستيعابها هي الطريقة الناجحة لتأدية المناسك بيسر وتوجه قلبي، فمن المهم جداً ألا تتزاحم الأمور في العقل والهموم في القلب. والحاج في هذا الوقت يقوم بممارسة رياضة روحية كبرى، المطلوب أن يتجمع لها في الفكر والقلب عشق وهيام، فعندها يأتي العمل بشوق ولذة، يعيشها القلب محركاً الجوارح لتأدية المناسك في طلاقة وإقدام ورغبة. إقرأ المزيد