تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار شموع الثقافة
نبذة نيل وفرات:يعتبر المراقبون السياسيون أن شخصية الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في القارة الأوروبي والعالم. منذ اعتقاله بتاريخ: 1/4/2001 ومن ثم خطفه من سجن بلغراد المركزي بتاريخ: 28/6/2001 وتسليمه إلى المحكمة الخاصة لمجرمي الحرب ليوغسلافية السابقة، فإن وسائل الإعلام العالمية قد ضاعفت من نشاطها لتغطية ...أخبار محاكمته المثيرة.
ومن المعروف أن سلوبودان ميلوشيفيتش رجل قوي عندما كان على رأس السلطة في بلاده، وهذه الظاهرة ليست غريبة، فرجال السلطة أقوياء دائماً، ولكن الغريب في الأمر أن الرجل أصبح أكثر قوة وهو في سجنه، وظهرت تأثيرات شخصيته على المسرح السياسي لبلاده وهو وراء القضبان.
يقال عنه إنه دكتاتور، والمعروف أن دكتاتورية كل دكتاتور تنتهي عندما يغادر كرسي الحكم، في حين أن سلوبودان ميلوشيفيتش تم تجديد انتخابه رئيساً لحزب صربيا الاشتراكي وهو سجين في سجن بلغراد المركزي. والحزب الاشتراكي ليس حزباً صغيراًَ أو هامشياً على الساحة اليوغسلافية بل هو حزب له ثقل شعبي وقاعدة جماهيرية عريضة.
ومن داخل زنزانته في سجن (شيفينينغن) الواقع على بحر الشمال ألقى ميلوشيفيتش كلمة عبر الهاتف في مؤتمر الحزب الذي انعقد بتاريخ: 4/8/2001.
ووصف الرئيس اليوغسلافي السابق بأنه رجل سلام عندما ساهم في إيقاف نزيف الدم بالبوسنة والهرسك ووقع إلى اتفاقية دايتون بتاريخ: 21/11/1995 نيابة عن المتزمتين من صرب البوسنة. ولكن الغريب في الأمر أن الولايات المتحدة، فيما بعد، وضعت اسمه ضمن قائمة المتهمين بجرائم الحرب في البوسنة والهرسك، وهذه مفارقة قانونية وسياسية.
إن الأساليب التي اتبعتها دول الغرب ضد ميلوشيفيتش أبسط ما يقال فيها إنها أساليب عجيبة غريبة، فالرجل ما زال في السلطة ودول حلف الناتو ترفع ضده عام 1999 قضية اتهام بانتهاك حقوق الإنسان في يوغسلافيا.
الغرابة تكمن في أن ميلوشيفيتش لا يزال في السلطة ويتمتع بالحصانة الكاملة باعتباره رئيس دولة مستقلة ذات سيادة وعضو في منظمة الأمم المتحدة فلا يوجد في تاريخ العلاقات الدولية حدث كهذا. كما أن دول الناتو رفعت مذكرة الاتهام في أثناء عداونها على بلاده عام 1999، فكيف يصبح العدو جلاداً وحاكماً وخصماً في آن واحد؟
إن الولايات المتحدة ودول حلف الناتو استخدمت كل رذائلها لتأجيج الرأي العام المحلي والعالمي ضده، ومن بين تلك الاتهامات مسألة تهريبه الأموال العامة وفتح حسابات شخصية في دولة أجنبية. ولكن هل ظهر لحد الآن ما يثبت ذلك
وتدخلت الدول الأوروبية وبشكل وقح في الشؤون الداخلية ليوغسلافيا عندما كان ميلوشيفيتش في السلطة، ورفعت تلك الدول شعار "النفط مقابل الديمقراطية" حيث عرضت تقديم النفط للمحافظات والمدن اليوغسلافية التي تشكل فيها المعارضة أغلبية كبيرة! فأي دولة في العالم تقبل بهذا العمل الغريب الشاذ؟
الكتاب الذي بين يدينا يتبع بالتفصيل حياة ميلوشيفيتش الشخصية والسياسية حتى صعوده إلى قمة حزب صربيا الاشتراكي الحاكم (آنذاك)، ومن ثم عملية مضايقته ومحاصرة نظامه وما آلت إليه الأحداث من تنحيته عن السلطة وحبسه في سجن بلغراد المركزي وبأمر أمريكي مكشوف، ومن ثم خطفه وتسليمه إلى محكمة حلف الناتو في لاهاي والمسماة المحكمة الدولية لمجرمي الحرب في يوغسلافيا السابقة. إقرأ المزيد