تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار شموع الثقافة
نبذة نيل وفرات:علم الدلالة علم مهم جداً، اعتنى القدماء بدراسته أيما اعتناء من خلال مباحثهم البلاغية، وفي علم الأصول خاصة، ومن خلال كتب المفسرين، فكان لعلماء العرب المسلمين إسهام كبير في ترسيخ قواعد هذا العلم.
ولم تجمع هذه المباحث في كتاب بل ظلت متناثرة في كتب القدماء كـ: "كتاب سيبويه"، و"معاني القرآن" ...للفراء، و"الخصائص" لابن جني، و"دلائل الإعجاز" لعبد القاهر الجرجاني وغيرها من الكتب. ولما استجد في العصر الحديث علم اللغة العام أو اللسانيات فكان منهجه أن تدرس اللغة الإنسانية -أية لغة كانت- على وفق مستويات أربعة، هي: الأصوات، والبنية، والتركيب، والدلالة، فكانت الدلالة المستوى الرابع، وقد كتب الغربيون كتباً عدة في مجال الدلالة أفاد منها بعض المحدثين عن طريق ترجمتها أو دراستها، فكتب المحدثون في الدلالة.
وضمن مؤلفو كتب علم اللغة للدلالة فصلاً كاملاَ كما في كتب الدكتور كمال بشر، والدكتور محمود السعران. ولم يكتب المحدثون كتاباً منهجياً يلم هذه الأشتات المتناثرة فكانت هذه الكتب مراجع أكثر منها مناهج دراسية الأمر الذي حدا أن يكتب هذا الجهد فضلاً عن أن بعض موضوعات علم الدلالة كتبها بعضهم في فقه اللغة لعدم درايتهم بالمنهج اللغوي الحديث.
لذا قسم كتابه على ثلاثة فصول، خصصت الفصل الأول لدراسة الجهود الدلالية تأريخياً عند اليونان، والهنود، واللغويين العرب القدامى، والفقهاء والمفسرين، والبلاغيين والنقاد، وعلماء الغرب المحدثين. أما الفصل الثاني فضم الحديث عن عناصر تحديد الدلالة، ومظاهر تغير الدلالة، وعوامل التطور الدلالي إضافة إلى توضيح فكرة الدلالة المركزية والدلالة الهامشية. وتضمن الفصل الثالث آراء اللغويين المحدثين في تعريف (المعنى)، وعلاقة اللغة بالفكر وخصص بحثاً شافياً عن السياق، وأنواعه، ونظرية الحقول الدلالية، وختم الفصل بالحديث عن العلاقات الدلالية كالترادف، والأضداد، والمشترك اللفظي.
وحاول في كتابه تسليط الضوء على أثر العرب المسلمين في هذا المجال والكشف عما بذله الأجداد من كد واجتهاد وأثره ي الدرس الدلالي الحديث. إقرأ المزيد