تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:العباسيون هم أبناء العباس بن عبد المطلب، عم رسول الله (ص)، وأشهرهم عبد الله بن عباس حبر الأمة الذي كان قريباً من رسول الله في طفولته، والعباس بن عبد المطلب هو من سادات بني هاشم وعقلائهم، وكان صديقاً وفياً لأبي سفيان بن حرب، ولما جاء الإسلام كان من المخلصين ...لابن أخيه محمد (ص)، وإن لم يظهر إسلامه في البداية.
وفي استعراض سريع لرحلة العباس بن عبد المطلب في الإسلام نجده أنه كان منذ بداية الإسلام من أشد المخلصين له، واستخدم حكمته في كل مشهد شارك فيه. من أولاده عبد الله الذي يعتبر ثاني أبنائه، وهو الذي دعا له الرسول بالقول: "اللهم علّمه التأويل". فكان (رضي الله عنه) أعلم الناس بالقرآن وبآياته وتأويلها وتفسيرها، وكان طلق اللسان، له حجة بالغة. وعلي بن عبد الله بن العباس أصغر أولاد عبد الله والذي من نسله جاء محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الذي هو والد إبراهيم الإمام وأبي العباس السفاح وأبي جعفر المتصبر، الذين هم أول خلفاء الدولة العباسية، وهو الذي ابتدأت الدعوة على يديه أو كان ذلك في حياة أبيه علي، ولم يكن لأبيه ذكر في هذه الدعوة. ويعتبر محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الشخصية القوية، والعباس الحقيقي الذي أظهر طموحاً نحو الخلافة وسعى سعياً سرياً منظماً لنيلها.
وتاريخ الخلافة العباسية نهر هادر متدفق تمضي روافده على مر العصور أمماً ودويلات وشيعاً وأفراداً، وكلما قلنا إن هذا الرافد من منبع بعيد سينتهي إلى المصب تحوّل الرافد إلى نهر. هكذا كانت الخلافة العباسية منابعها تتدفق بالفكر والجدل والحكايات التي لا تنتهي من الدماء ولا تنضب من المبادئ والمثل، ولم يكن تاريخ دولة بني العباس محدوداً ولا محصوراً بحيث يحصره في حقبة أو فترة زمنية بل كان فكراً لا ينتهي، وجدلاً لا يمور، كانت فيه شراسة الرجاء، ودهاء الخلفاء، وحركة الأمراء والوزراء، يكاد لا ينتهي في أيدي المؤرخين والمهتمين به.
وللقارئ ومن خلال هذا الكتاب التجوال في رحاب هذا التاريخ الذي مثّل حقبة إسلامية متميزة. إقرأ المزيد