تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: بيت الحكمة
نبذة نيل وفرات:كشفت التنقيبات الآثارية التي تواصلت خلال القرن الأخير، أو ما يزيد قليلاً، في كل من "مصر" و"فلسطين" و"بابل" و"آشور" وأماكن أخرى من الشرق القديم أمام ناظري المنقب الأثاري حقائق تجاوزت ما كان يحلم به هو نفسه، حين أعمل جاروفه مبتدءاً العملية برمتها ذلك أن النتائج المرموقة التي تمخضت عنها ...هذه التنقيبات قد أمدتنا بالعناصر التي نستكمل بها أجزاء الخلفية الفكرية التي تكتنف العهد القديم كما هي اظهرتنا، وبوضوح فريد، على أن الرواية العبرية لم تكن ألا فصلاً فرداً في دراما ضخمة اضطلعت فيها شعوب من طراز خاص: ك: المصريين" و"البابليين" و"الآشوريين" بأدوار رئيسة، وأن "العهد القديم" من ثم، لم يكن إبداعاً متفرداً في دنيا المأثورات المدونة، بل هناك الكثير مما يناظره من إبداع الشعوب المحيطة بـ(إسرائيل)، بحيث بات المتعذر تدوين تاريخ العبرانيين بصورة تتسم بالعلمية، أو حتى تناول التوراة بالشرح والتعليق من دون الإحاطة -على الأقل- بمعرفة كافية بتأريخ وآثار وآداب تلك الشعوب التي جاورتهم.
تصدق هذه الحقيقة -بشكل خاص- على ما هو مثبت في المدونات المستحصلة من "بابل" و"آشور"، حيث تبلغ وجوه التماثل ونقاط الالتقاء بين ما تحويه هذه المدونات التي خلفتها لنا تلكما الحضارتين، وبين نصوص "العهد القديم"، حداً من التطابق، وقدراً من الوفرة، حفزاً تياراً من البحث العلمي اقتصر على هذا الموضوع بالذات. وما فتئت حوليات ملوك آشور تظهر تماثلاً واضحاً مع الوقائع التي تنتظم تأريخي "يهوذا" و"إسرائيل"، هذا في حين عجت قصص الخلق والطوفان البابلية -شأنها في ذلك شأن لوائح وقوانين حمورابي- بما يوازي مثيلاتها من المقاطع التي ضمتها دفتا "العهد القديم".
وما عني به هذا الكتاب هو استقصاء مجموعة من هذه التماثلات، هي تلك التي تتعلق بقصة الخلق البابلية، وتتبع آثارها فيما تم توارثه من نصوص "العهد القديم". ذلك أنه طالما كانت هذه الدراسة الوجيزة غير موجهة، أصلاً، إلى المتخصصين في "علم الآشوريات"، بل هي إلى المعنيين بالتعمق في دراسة أصول "العهد القديم" و"اللاهوت المسيحي" على نحو أقرب، ولذلك فإنه، انسجاماً مع هذا القصد، تم بدل الجهد سخياً بغية إظهار معاني النصوص بأوضح صيغة ممكنة، وإن جاء ذلك على حساب الإقلال، إلى أدنى حد ممكن، من التفصيلات ذات الطابع اللغوي التي تكتنف عادة فهم النصوص البابلية وتفسيرها.نبذة الناشر:يفتح هذا الكتاب آفاقاً تصح لأن تكون مشروعاً جليلا لتعميق الدراسات الخاصة بتأثير الحضارة العراقية في الفكر والتراث الإنسانيين، لأن التشابه الشديد الذي يظهره المؤلف في ترجمته بين رواية التكوين البابلي والتكوين العبري، إن هو إلا دليل على سبق العراق القديم بالرسالات الأولى. إقرأ المزيد