تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: بيت المقدس للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:هذا النص الرائع الذي كتبه المتوكل طه نص إبداعي.. هو مقاطع من سيرة ذاتية أو سرد روائي أو وثيقة تسجل لتجربة أسرى الحرية في سجون العدو..
إنه عمل يحتوي على المتعة الفنية، واللغة الشعرية، والعمق الإنساني. عمل يحافظ على التجربة، ويطلق صرخة الحرية...
لا ينتمي هذا الكتاب إلى مصطلح (أدب السجون)، بل ...إنه ينتمي إلى أدب المقاومة.. السمة التي ميزت الأدب الفلسطيني وأوجدت تياراً له أدب المقاومة.. أدب الإنسان الذي لا يهزم.
"يلد السحرة وقت الغروب حتى يكونوا قادرين على تأصيل هذه الغربة. والغروب في الصحراء لوحة تتداخل فيها ألوان المغيب مع بياض الغيوم الرقيقة، فتكتسب الغيوم لون الحناء الحزين".
بميلاد السحرة الطيبين يدخل المتوكل إلى خبرة الرمل.. والسحر والرمل علامتان من علامات القراءة الثانية التي تمكث في القلب. هنا يطأ الشعر يابسة من يباب فيجعلها مأخوذة بالغيث الذي يأتي فجأة ويفتح أمامنا أبواب الدهشة. لماذا نجيء إلى هذي الصحارى من الظلم الصارم. لماذا يباغتنا البحر بالهروب، أليس فيه ما يكفي ليملأ إبريق وضوئنا ونحن نرفع للسماء راية الاعتراف بما لها من شجن! لماذا تهبط جبال حيفا إلى أقدام جبل القفزة حيث الطفولة مشردة، وحيث الخيام مأوى، وحيث البتول مشنوقة مع جسد ابنها الذي لم تكتمل دورة لذته في الشرنقة.
هنا سجل يطوي الكلام كما تطوي الأغاني بموج هواء، النقب مفتوح كما هو، بيدراً لصحوة الشباب من كل قرية، يجيئون حفاة لأن الوطن منهوب من جلده، ويأتون جياعاً لأن طيور الوافدين أكلت قمح الحمام، ويأتون تحت وطأة السوط والعصا لأن العدل خبأ في الميزان. أية أغنية يمكن لها أن تنهض بهذا العبء الثقيل.. هنا سياج الرمل، ورمل الأفعى. إقرأ المزيد