لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

النحنحات

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 16,004

النحنحات
السعر غير متوفر
بإمكانك إضافة الكتاب إلى الطلبية وسيتم إعلامك بالسعر فور توفره
الكمية:
النحنحات
تاريخ النشر: 01/01/1900
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي (جميع الأنواع)
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"كاد يصرخ ويولول منادياً "يا أمي..."، لكنه خاف! تذكر حدقتيه الجامدتين في محجريهما كمخلبي قط بري، ونظراته القاصمة، واحمرار وجهه الناري، ومنخريه النافثين مثل فوهتي بركان... فتكوم على نفسه وأخمد أنفاسه ذائباً في رعبه...
ثم خطر له أن يلتفت ليرجوه ألا يفعل، يتوسل إليه بكل ما يعتصره من فزع... لكن ...رائحة الخمر الكثيفة التي فاحت إليه للتو خدرت عزمه وأشعرته أن لا جدوى من خاطره، ثم راحت تعيد إلى ذاكرته هيئته ساعة يعود إلى البيت مخموراً، فاجراً، يرنحه الشراب والسهر.
"آه لو كانت أمي حية" رجا في قلبه وشد على جفنيه المطبقين كما لو كان يجهد في انتزاع رخام القبر عن جئة أمه، يعيدها إليه، ثم يحتمي بها -كما اعتاد أن يفعل في حياتها- كي تذهب معظم الصفعات والركلات هباء، أو تتلقاها أمه، وهي تخفيه خلفها، تحميه من سورته المجنونة، دون أن تئن أو تشكو، وكأن حماية ولدها غاية تهون عليها آلامها وتعطيها القدرة على تحمل المصائب والبلايا التي تحل عليها من زوجها.
أكانت أمه، إذن، تخمن حدوث ذلك، ولذا ما انفكت في حياتها توصية وتلح في أن يخبرها بكل ما يعرض عليه أو يحدث معه؟! أتراها كانت تحتاط في سرها فما برحت تحذره من أي شخص، قريب أو بعيد، وتصر على أن يلازمنها باستمرار، وخصوصاً في الليل حين يأوي إلى النوم؟!
أتكون قد حدست بما لم يحدث به أو يعيه أو يخمنه، فبقي هاجسها سراً عليه طي الغموض، حتى انزلق مع قدمها من على سطح الدار ودفن معها، فلم يستطع تبينه ومعرفته إلا في غياهب تلك الليلة؟.
بلى... حدث وعاندها مرات في وصاياها... وحرد مرات أخرى أيام كانت تستنكر مجيء أصدقائه خلال وجود أبيه في البيت وغيابها عنه، أو تؤنبه إذا لم يعلمها قبلاً كي تترك مشاغلها وترعاهم... سوى أنه رغم زعله وضيقه من أوامرها وتحفظاتها، كان يمتثل ويرضي من مجرد ضمة أو قبلة أو توسل حنون من عينيها.
ما عن على باله أن يسألها سبب حرصها الزائد عليه، ومداراتها الغالبة، وقلقها المتخوف من بقائه مع أبيه أو انفرادهما بعيداً عن ناظريها. وحتى حين فعل وسألها عرضاً، ما ألح وما أصر... فابتسامتها ورجاؤها ومداعبتها كانت كافية لتطفئ دهشته وتساؤلاته الحارة، فتقول وتعيد: "كرمى لي يا أمي... كرمى لي يا حبيبي"، فيلين وينسى".
نبذة الناشر:للقصة، عند إبراهيم صموئيل، أكثر من مستوى واحد للمعنى، وكأنها تعي أن هناك عدة مستويات لتلقيها وقراءتها، وهي لذلك لا تريد أن تفلت أياً من هذه المستويات المتعددة من دائرة اهتمامها، فتنسج ملامحها أثناء تسدية النص وقبل أن تكسو سدته بلحمة التفاصيل، وكأننا أمام قاص ينحدر من سلالة نساجي دمشق المهرة الذين وعوا أن أدق خصائص الحرير ونقوشه لا بد من تخليقها أثناء عملية التسدية الأولى، وقبل أن يشرع مكوك التفاصيل في العمل، وبالإضافة إلى هاتين السمتين، هناك ذلك النفور الواضح من النغمة العالية والصوت الجهير، وهذا الاحتفاء البالغ بالتجسيد ونسج التفاصيل الحسية المترعة بالحياة، وهناك تلك الرغبة الواضحة في الابتعاد عن التجريدي والتهويمي والتركيز على المجسد والحسي، فهذا وحده هو طريق الفن عنده إلى التجريد، بل وحتى إلى الفلسفة.
صبري حافظ

إقرأ المزيد
النحنحات
النحنحات
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 16,004

تاريخ النشر: 01/01/1900
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي (جميع الأنواع)
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"كاد يصرخ ويولول منادياً "يا أمي..."، لكنه خاف! تذكر حدقتيه الجامدتين في محجريهما كمخلبي قط بري، ونظراته القاصمة، واحمرار وجهه الناري، ومنخريه النافثين مثل فوهتي بركان... فتكوم على نفسه وأخمد أنفاسه ذائباً في رعبه...
ثم خطر له أن يلتفت ليرجوه ألا يفعل، يتوسل إليه بكل ما يعتصره من فزع... لكن ...رائحة الخمر الكثيفة التي فاحت إليه للتو خدرت عزمه وأشعرته أن لا جدوى من خاطره، ثم راحت تعيد إلى ذاكرته هيئته ساعة يعود إلى البيت مخموراً، فاجراً، يرنحه الشراب والسهر.
"آه لو كانت أمي حية" رجا في قلبه وشد على جفنيه المطبقين كما لو كان يجهد في انتزاع رخام القبر عن جئة أمه، يعيدها إليه، ثم يحتمي بها -كما اعتاد أن يفعل في حياتها- كي تذهب معظم الصفعات والركلات هباء، أو تتلقاها أمه، وهي تخفيه خلفها، تحميه من سورته المجنونة، دون أن تئن أو تشكو، وكأن حماية ولدها غاية تهون عليها آلامها وتعطيها القدرة على تحمل المصائب والبلايا التي تحل عليها من زوجها.
أكانت أمه، إذن، تخمن حدوث ذلك، ولذا ما انفكت في حياتها توصية وتلح في أن يخبرها بكل ما يعرض عليه أو يحدث معه؟! أتراها كانت تحتاط في سرها فما برحت تحذره من أي شخص، قريب أو بعيد، وتصر على أن يلازمنها باستمرار، وخصوصاً في الليل حين يأوي إلى النوم؟!
أتكون قد حدست بما لم يحدث به أو يعيه أو يخمنه، فبقي هاجسها سراً عليه طي الغموض، حتى انزلق مع قدمها من على سطح الدار ودفن معها، فلم يستطع تبينه ومعرفته إلا في غياهب تلك الليلة؟.
بلى... حدث وعاندها مرات في وصاياها... وحرد مرات أخرى أيام كانت تستنكر مجيء أصدقائه خلال وجود أبيه في البيت وغيابها عنه، أو تؤنبه إذا لم يعلمها قبلاً كي تترك مشاغلها وترعاهم... سوى أنه رغم زعله وضيقه من أوامرها وتحفظاتها، كان يمتثل ويرضي من مجرد ضمة أو قبلة أو توسل حنون من عينيها.
ما عن على باله أن يسألها سبب حرصها الزائد عليه، ومداراتها الغالبة، وقلقها المتخوف من بقائه مع أبيه أو انفرادهما بعيداً عن ناظريها. وحتى حين فعل وسألها عرضاً، ما ألح وما أصر... فابتسامتها ورجاؤها ومداعبتها كانت كافية لتطفئ دهشته وتساؤلاته الحارة، فتقول وتعيد: "كرمى لي يا أمي... كرمى لي يا حبيبي"، فيلين وينسى".
نبذة الناشر:للقصة، عند إبراهيم صموئيل، أكثر من مستوى واحد للمعنى، وكأنها تعي أن هناك عدة مستويات لتلقيها وقراءتها، وهي لذلك لا تريد أن تفلت أياً من هذه المستويات المتعددة من دائرة اهتمامها، فتنسج ملامحها أثناء تسدية النص وقبل أن تكسو سدته بلحمة التفاصيل، وكأننا أمام قاص ينحدر من سلالة نساجي دمشق المهرة الذين وعوا أن أدق خصائص الحرير ونقوشه لا بد من تخليقها أثناء عملية التسدية الأولى، وقبل أن يشرع مكوك التفاصيل في العمل، وبالإضافة إلى هاتين السمتين، هناك ذلك النفور الواضح من النغمة العالية والصوت الجهير، وهذا الاحتفاء البالغ بالتجسيد ونسج التفاصيل الحسية المترعة بالحياة، وهناك تلك الرغبة الواضحة في الابتعاد عن التجريدي والتهويمي والتركيز على المجسد والحسي، فهذا وحده هو طريق الفن عنده إلى التجريد، بل وحتى إلى الفلسفة.
صبري حافظ

إقرأ المزيد
السعر غير متوفر
بإمكانك إضافة الكتاب إلى الطلبية وسيتم إعلامك بالسعر فور توفره
الكمية:
النحنحات

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 4
حجم: 24×17
مجلدات: 4

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين