تاريخ النشر: 01/04/2005
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"والآن ما هو عملك؟" محولة نظراتها صوبي تماماً، مركزة في عيني اللتين انخفضتا غير قادرتين على مواجهتها. لقد كان سؤالها مباشراً، ولم يعد بوسعي سوى التحدث بهمس، وبصوت مبحوح. لقد كنت معها كمن يحاول صعود جبل، وعليّ التسلق بسرعة فائقة، بينما هدني ضيق النفس بسبب الارتفاع الشاهق، كنت أحس ...بمداهمة خطر ما، خطر مطاردة حيوان بريّ، فهربت بسرعة مجنونة وأنا ألهث، لقد كنت مرتبكاً بصورة فظيعة. إلا أني تنفست بعمق وقلت لها بصوت بالكاد يسمع: "لا عمل لي..". فضحكت بصوت خفيض ثم حولت نظراتها المصوبة نحوي جانباً، وقالت بصوت أجش يخفي تحت نعومته سراً ما: "لي صديق يرعى بيعة الكلدان الكاثوليك في مدينة تل مطران الأب عيسى اليسوعي. هل تعرفه؟ كان صديقاً للأب لويس شيخو صاحب مجلة "المشرق" في بيروت... كان قد طلب مني أن أهيئ له معلماً، أو كما يقولونها هم بالسريانية (رابي) لتعليم أطفال تل مطران اللغة العربية... فماذا تقول"؟! لم أستطع الكلام لقد صمت... بينما أخذت هي تدقق في تعبيرات وجهي التي تقلصت في نقطة حول مقدمة أنفي، أخذت تحدث بعيني مباشرة وبنظرة ثابتة عنيدة وبتركيز عميق، فشعرت بها وقد اقتحمت مراصدي ومصداتي، وانتهت أية حماية ومن أي نوع، إذ أن التشوش كان قد استحوذ على ذهني كلياً، وأصبحت أعوم بفعل تأثيراتها... "هل هي بعيدة تل مطران هذه" هكذا سألتها بعد أن لملمت نفسي التي تخلخلت بقوتها الروحية التي تحيل الشمس إلى قرص من الطين، إلا أن هذا السؤال هبط عليها مثل هدية، فاعتبرت الأمر، لا أدري كيف، مقضياً بموافقتي، ونفضت في وجهي آخر ما تبقى من غبار ضحكتها، تذكرة جديدة، تذكر سأدفع ثمنها باهظاً فيما بعد".
ضمن أجواء مشوقة تتوالى أحداث هذه التجربة الذي عاشها صاحب هذه الحكاية في مدينة تل المطران، أجواء مشبعة بأحداث وأحاديث مختلفة تنقب بدقة متناهية في التاريخ الروحاني وفن التنجيم والسحر الأسود والأحمر. يسوق الروائي ذلك كله بأسلوب شيق مشبع بعبارات بسيطة وبمعاني تشد القارئ إلى حدّ ملاحقة الأحداث دون ملل.نبذة الناشر:نساء.. نساء.. كادت يدي تخرج من جيبي رغماً عني للمس صدر متوثب أو مؤخرة ناعمة تكاد تشق القماش لبضاضتها، كنت أريد أن أمس صدورهن بصدري، وأجعل ساقي تتلامسان برقة مع سيقانهن، فأشعر باستحالة هذا الأمر، فأعريهن بخيالي، كانت يد خيالي السحرية تتحرك بهدوء وتمهل لذيذين. كانت تخلع عنهن معاطفهن بهدوء، ثم تخلع الكنزات الصوفية، وتنسل بخفة لتفتح أزرار البنطلونات، وبعد ذلك تخلع بترو مذهل ما يستر النهد. كل ما ألمسه بيدي يذوب ويتحول إلى عري خالد. كل شيء كان يثيرني ويذكرني بعري المرأة الخالد، رطوبة الزجاج الانحناءات والزوايا المظلمة، الاستدارات المعدنية. البردة تتحول ببياضات نظيفة معطرة، وهناك أشهد انفجار الأنوثة الخالدة تتراءى لي على خلفية من بخار الذهب. إقرأ المزيد