متابعات إسلامية في الفكر والدعوة والتحديات المعاصرة
(0)    
المرتبة: 158,555
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار الحكمة
نبذة نيل وفرات:كتب الدكتور عماد الدين خليل حول الهوية الثقافية لعالم الإسلام ودور أجهزة التعليم والإعلام في صياغة وحدتها بأن السعي لوضع خارطة استراتيجية ثقافية إسلامية في عالمنا المعاصر، كانت ولا تزال واحدة من أشد الضرورات أهمية وإلحاحاً لأكثر من سبب: فهناك، مثلاً، ضرورة تجاوز التفتت والتناقض والارتطام في المعطيات الثقافية ...لعالم الإسلام، والتحول، بدلاً عن ذلك، إلى اللمّ والتنسيق والتناغم لتحقيق بلورة أكثر للذات، وفاعلية أشد في العطاء في زمن المسابقة الحضارية التي تحتمّ احترام عامل الزمن والمحاذرة عن الوقوع في مأساة هدر الطاقة.
ويتابع قائلاً بأن هناك الانفجار المتزايد في المعلومات وتقنيات التواصل المعرفي والذي يمكن أن يكون سلاحاً ذا حدّين، فالذين يملكون هذه الاستراتيجية قد ينقلب عليهم وبالاً، فيزيدهم فوضى وتبعثراً واضطراباً، وقد يؤول الأمر إلى ضياع كلّي لشخصيتهم الثقافية، واندفاعاتهم في بحر الثقافات الأشد فاعلية، والأكثر قدرة على التخطيط والاستشراف والإفادة من هذه التقنيات المتطورة.
وهناك، فيما عدا حالات استثنائية لا تغطي سوى مساحات محدودة، فراغ مخيف واضح لكل ذي عينين، يعاني منه عالم الإسلام في مجال التخطيط الثقافي رغم كل الظروف الميسرة للتحقق بهذا التخطيط، الأمر الذي قد يؤول إلى مزيد من النتائج العكسية التي توسع الهوة بين عالم الإسلام والعالم المتقدم، ويجعل من التسارع لوضع ملامح استراتيجية عمل مركزي شامل، ضرورة من الضرورات، فإذا ما تذكرنا أن تحدّي الحضارة الغربية المعاصرة لحضارتنا الإسلامية هو في جوهره تحدّ ثقافي، وأنه بصدد خلخلة واقتلاع هذه الثقافة من جذورها، لهذا الهدف أو ذاك، أدركنا أن مجابهة هذا التحدي لن تأتي بطائل ما لم تعمل ضمن استراتيجية عمل ثقافي موحّد يضع يديه على الملامح الأساسية لهوية المسلمين الثقافية، مستمداً إياها من عقيدتهم المشتركة ورصيدهم التراثي المذخور، واضعاً نصب عينيه أن يكون للمسلمين مكان متميز على خارطة الثقافات في عالمنا المعاصر، لا بالتجاء إلى الغير ومقاربته بالتقليد والتكديس، ولكن بالتميز والأصالة وتعميق الملامح، مؤكداً على مستقبل يكون المسلمون فيه أكثر قدرة على المشاركة العالمية بمعطياتهم ذات الخصوصية، وبالتالي أكثر قدرة على التأثير في مستقبل العالم، واستعادة موقعهم الأصيل الذي دعا إليه كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مستفيداً ما وسعته الاستفادة، من تقنيات التعامل المعرفي التي يمكن إذا أحسن التعامل معها، أن تختزل حيثيات الزمن والمكان، وأن تحقق المقاربة الموعودة من العالم المتقدم الذي تباعد بين المسلمين وبينه المسافات الطوال.
ويمضي الدكتور عماد الدين خليل من استقراءات للهوية الثقافية لعالم الإسلام وفي إبراز دور أجهزة التعليم والإعلام في صياغة وحدتها.
وتلك متابعة جاءت في سياق متابعاته الإسلامية في الفكر والدعوة والتحديات المعاصرة والتي طرح من خلالها على بساط البحث عدة مواضع مثلت مفاصل هامة في سيرورة الفكر الإسلامي على ضوء المستجدات العالمية المعاصرة. وطروحات الباحث الإسلامي هذه جاءت ضمن أبحاث ومحاضرات ودراسات تقدم بها في ندوات ومؤتمرات عقدت من أجل البحث في التحديات التي تواجه العالم الإسلامي في يومنا هذا.
وهذه إضاءة حول المواضيع التي عالجها الدكتور عماد الدين خليل في أبحاثه هذه والتي شكلت مادة هذا الكتاب: حول النظام العالمي الجديد ونهاية التاريخ، ملاحظات في وضع الأمة المسلمة: الجذور والاحتمالات الممكنة، عبرة التاريخ الإسلامي في فلسطين، عن الجهد الحركي الإسلامي في القرن الأخير، الهوية الثقافية لعالم الإسلام ودور أجهزة التعليم والإعلام في صياغة وحدتها، علوم الشريعة في الجامعات؛ الواقع والآفاق، عقد المؤسسات الإسلامية: ملاحظات واقتراحات. عن الشيخ بديع الزمان النورسي: دعوة إلى كسر الحواجز، إلى كل فتاة تؤمن بالله، المعرفية الإنسانية وضياع الهوية... إلى ما هناك من المواضيع التي تهمّ الإسلام والمسلمين. إقرأ المزيد