تاريخ النشر: 01/08/2004
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة الناشر:كانت أم زيد مستلقية في فراشها تعد خشب الغرفة وتراقب حركة العنكبوت في خيمته المضروبة بين الخشب. كان يخرج من عشه ويهبط متدلياً من خيطه الحريري الرقيق حتى منتصف فراغ الغرفة فيلتقط تلك الفراشة التي تحوم حول المصباح ثم يعود. وتضحك ساخرة من وهت العنكبوت وبيته، ومن تلك الفراشة التي ...ظلت تحوم وتحوم حول ضوء المصباح لتجد لها في النهاية مستقراً في بطن العنكبوت.
وتطرق مسترسلة في التفكير.. فراشة تتغذى على الزهر، وعنكبوت يأكل الفراشة، وقط يأكل العنكبوت، وثعلب يأكل القطط، وذئب يأكل الثعلب، وصياد يقتل الذئب، ونوازل الأيام يأكل القطط، وذئب من دورة. يا له من عالم، لا يفني ولا ينتهي، ينسل وينتج ثم يدفعن إنتاجه في جراب الموت، في باطن الأرض. إنها حياة هشة، وواهنة مثل بيت العنكبوت.
مرة أخرى راحت تعد أخشاب الغرفة وتستمع إلى وقع المطر بين جريد السقف. أخذت تتكور نقطة ماء، تتكور وتسقط، فيحدث صوتها رنة على صينية الشاي. وتظل معلقة بصرها بنقطة الماء وهي تتنامى وتكبر بين الجريد ثم تصغي لتلك الرنة التي تذكرها بشيء ما أو تحدث في داخلها شيئاً ما.
يجمع بين قصص هذه المجموعة لعبد الله الناصر، خيط شديد الرقة شديد القوة في آن معاً، يمثل ذلك الحنين الملح للهناءة الأولى، للقرية بوصفها مكان الطفولة، طفولة الرجل وطفولة البشر. هو صوت من الصحراء وواحتها ونخيلها وكذلك طبع مفازاتها وسرابها والضياع.
نحن أمام قصص تقول كلاماً كبيراُ، بأقصى درجات الهمس والهدوء. إقرأ المزيد