تاريخ النشر: 08/03/2017
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة نيل وفرات:لا يمكن للصور القصصية التي أنتجها عبد الله محمد الناصر في "المنبر" إلا أن تكون آلية كاشفة راجحة في تمثيل البنى الذهنية لمجتمع المدينة في مقابل مجتمع الريف، سواء في مستوى خارجي بين المراكز الحضرية وهوامشها، أو في مستوى داخلي محلي، فالكاتب يشتغل على الثنائيات المعيشة في الفكر والممارسة ...وكيفية رسوخها وتأصلها في بنية العلاقات الإجتماعية الشرقية، ففي القصة المعنونة بــ "المنبر" يوضح المؤلف كيفية تسليم أفراد القرية شؤونهم للشيخ سليمان، فهو مفتي القرية في أمورها الفقهية، وهو عاقد الأنكحة (الزواج) ومسمي الأطفال، وهو الراقي يقرأ على المحسود، وهو إمام البلدة أيضاً.
وهكذا، وعلى إمتداد النصوص الـــ (11) في هذه المجموعة القصصية وهي "جثة الحمار"، "بشت الرئيس"، "الثعبان"، "أسراب الدجاج"... وغيرها.
يظل الحضور النقدي للكاتب مرتكزاً جوهرياً في حبك الأحداث، ونسج السمات، وإنتخاب الصور الممثلة على غياب العقل، والإيمان بالغيبيات، والعجائب والمغامرات، ما يجعل القصص تقترب من الواقعية السحرية والمتخيل الغرائبي في بعض منها، اكثر مما تنتمي إلى الواقع ووقائعه المادية، لا بل أن بعض الأحداث على غرابتها يمكن أن تترجم إلى لغة الماوراء والمخيلة والأحلام.
من أجواء القصص نقرأ: "قال: رأيت رؤيا غريبة، عجيبة!!!... رأيت كأني أسير في صحراء واسعة، مترامية ليس لنهايتها طرف، وبعد أن تعبت قدماي من السير، ظهر لي من بعيد حمار أسود، فركضت وراءه حتى لحقت به، ثم ركبته، فشعرتُ بالراحة بعد التعب، فنمت على ظهره، ثم صحوت فإذا بي على ظهر حمار أبيض...". إقرأ المزيد