تاريخ النشر: 01/07/2004
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:إن ما تحاول أن تشير إليه صفحات هذا الكتاب ليس إلا التغيير والتحرير من أسر الموجهات والدوافع الخاطئة والفاسدة، التي تحجب قضاء الإبداع. حيث يبين الفصل الأول من الكتاب أن الأحداث والمواقف التي نتعرض لها تشكل من الناحية النفسية والواقعية محطات حقيقية للتغيير على المستوى الذاتي الفردي أو الموضوعي ...الاجتماعي بما تضعه من صور ووقائع مادية ومعنوية، تهيئ فرص الانتقال من حال نفسي إلى آخر، وما يتبع ذلك من (إمكانية) تغيير في أنماط السلوك والتصرف يدفع إليها الحدث أو الموقف الذي تتعرض له النفس.
أما الفصل الثاني فهو جواب عن سؤال يقول: ما الذي تغير أولاً: ما بالذهنية أم ما بالواقع ما بالنفوس أم ما بالناس؟ ويستعرض الفصل الثالث-بناء على ذلك-أهم ما بالنفس مما يدفع إلى الفعل، أو يوجهه، أو يحرض عليه. حتى إذا ما تغير، تغير الفعل، وتغير ما يقابل ذلك في الواقع. ليؤكد هذا الفصل من خلال ذلك أن أي اهتمام للتغيير-أي تغيير-لم يكون موضوعياً صادقاً مؤثراً إلا إذا ارتكز على الأنساق والأنماط التي بالنفس كما أن أي انحراف يلحق الواقع، إنما يأتي كنتيجة واقعية لانحراف ما بالنفس منها، وأن أي إصلاح أو تعديل له، أو للانحراف الذي لحقه لن يكون ذا جدوى وفاعلية إلا إذا اتجه أولاً إلى ما بالنفس.
بينما يميز الفصل الرابع بين نوعين من الأنساق والأنماط وهما الثوابت والمتغيرات: الأولى: يتوسل بها المجتمع إلى تحقيق شخصيته الثقافية الاجتماعية، وهي معنية بالتأكيد والتأصيل، والثانية: وسيلة نسبية تعبر في مجموعها عن الجانب المتغير من الواقع، الجانب الذي يمثل عمليات الحركة والصراع والتغير في المجتمع، ولأنها متغيرة فهي معنية بالنقد والفحص والتحليل والإسقاط والإبدال والتغير.
وينقلنا الفصل الخامس من تغيير ما بالنفس إلى تغيير ما بالواقع، انطلاقاً من أن تغيير ما بالنفس هو المدخل الحقيقي، بل هو الشرط الموضوعي لتغيير ما بالواقع، على المستوى الفردي أو على المستوى الاجتماعي، والكتاب في إشاراته هذه لا يبحث في النفس وبما هي نفس، ولكنه يبحث في ما بالنفس، بل في ما يمكن أن يتغير مما بالنفس من أنساق وأنماط ومفاهيم وتصورات تدفع إلى الفعل والعمل، وتوجه السلوك والتصرف في الواقع الإنساني الإرادي، مما يدخل تحت سيطرة الإرادة وقدرتها على التحكم فيه وتغييره وفق اختيارات الإنسان الممكنة. إقرأ المزيد