العرجون القديم ؛ تاريخ السيرة النبوية بين المقدس والمدلس
(0)    
المرتبة: 83,701
تاريخ النشر: 09/02/2024
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة الناشر:نتناول في هذه السلسلة (نقد النصوص المؤسسة للإسلام)، ونقصد بها (القرآن، والحديث، والسيرة) وآثرنا أن نبدأ بالسيرة النبوية ومؤرخيها الأوائل لأسباب موضوعية - مع أن موضعها هو الأخير من السلسلة.
اكتفى العقل البشري عبر زمن طويل بان يعرف (ما حدث)، وهذا هو التاريخ في أدنى مظاهره. ثم أصبح العقل أكثر تطلعا ...، وأراد أن يعرف الذي حدث (كيف حدث). ثم ارتقى العقل الإنساني وأحاط بكثير من مظاهر الوجود وأدرك أن لكل شيء في هذا العالم أسبابًا وعللا ، فأراد أن يعرف ذلك الذي حدث (لماذا حدث).
والسيرة هي المدماك الأول للتاريخ. وفضلا عن إنها قد جاءت انتقائية لأسباب مختلفة، فإنها قد اكتفت بعرض الروايات للوقائع وفق تسلسل زمني، أو وفق هيكلية معينة من دون أن تهتم بدوافع الحدث ومحفزاته القريبة، فضلا عن ربطه بسائر المؤثرات والأسباب أو الظروف والمناخات التي أنتجته أو أثرت فيه بصورة أو بأخرى. أما النتائج والآثار فهي غائبة كليا أو تكاد عن ذهن المؤرخ، أو الراوي، إلا فيما شد وندر. وكتب السيرة على وجه الخصوص، قد وقعت في محذوري الإفراط والتفريط، حينما اهتم فريق منهم بالناحية الفضائلية، والمعجزات والكرامات..
بينما اهتم فريق آخر بالمواقف السياسية، والحاكمية، والقرار والدولة والحروب فلم تكن ثمة نظرة شمولية بمستوى شمولية الأسوة والقدوة للنموذج الإسلامي الأول والأكمل، والأمثل، بل جاءت بين تقديس وتدليس!
ومن هنا، فهذا الكتاب الذي بين يديك يزيدك وعيا بأهمية قراءة التاريخ والسيرة النبوية، ويزيدك قدرة على فهمه وإدراك إبعاده إن ما نريده من خلال هذه المباحث، هو إشعال نور على الطريق الذي نسير عليه، فنحن عندما رأينا كيف كان من قبلنا أسرى أوهام عصورهم، نحاول أن نجتنب أوهام عصرنا، ونرفع مستوى إدراكنا ولو إلى حد ضئيل. إقرأ المزيد