تاريخ النشر: 01/01/1973
الناشر: مكتبة السائح
نبذة نيل وفرات:لقد أسهب الكتاب والمفكرون في تعليل اسباب نكبة عام 1948 المفجعة فذهب بعضهم يعزوها إلى النقص في الإدراك السياسي وزعم غيرها أنها كانت نتيجة التقصير في التأهب الحربي... وراح آخرون يدعون أنها كانت وليدة ظروف خاصة أحاطت بالشعب العربي الذي كان في طور التكون والنضوج.
إلا أنه يعتقد أن أسبابها ...يرجه إلى النقص الفاضح في توعيتنا القومية والوطنية الذي كان يسود ربوعنا العربية قبل الكارئة، إذ كنا متفرقين الى شيع ومذاهب دون أن ندرك أهداف هذه المذاهب التي كنا ننتمي لها، ودون أن يكون لها نصيب من صلابة العقيدة القومية والوطنية وبدون أن نبحث عن خفاياها وعمن يكمن وراءها.
وهكذا كان اليهود يعملون ويخططون دون هوادة لتأسيس دولتهم وتحقيق احلامهم كنا نحن العرب في غفلة منهم، وكان الأمر لا يهمنا، وانهمكنا في معارك جانبية، تاركين لهم الحبل على غاربه، حتى داهمتنا النكسة المفجعة وأيقظتنا من رقادة العميق.
فلو أن الأجيال الغابرة ورجال الفكر والقلم لعهود ما قبل النكسة تنبهوا لما كان يدور حولنا منذ عدة قرون، وسارعوا إلى البحث عن الأسرار الخفية لسلوك اليهود، وتنبهوا إلى تصريحات ومساعي زعمائهم منذ مستهل القرن التاسع عشر، لكانوا أدراكوا مراميهم الخفية يكل يسر وسهولة، وعندئذ كان بإمكانهم أن يوقظوا شعبهم من سباته العميق، ويعدوا إلى توعيته بصورة جدية وذلك عن طريق فضح أسرار اليهود السياسية والإجرامية، وكشف الستار عن خيانة من يعملون في خدمتهم من الماسون والمقرر بهم، وبالتالي تطهير صفوف الأمة من هؤلاء وممن يدور في فلكهم من تاعملاء والإنهزاميين ومن تقوية الوحدة القومية والوطنية في أرجاء الوطن العربي، للحيلولة دون النكسة التي ألمت بنا، أما وقد فاتهم الأوان، فوقعت الكارئة، وصدمنا بالأمر الواقع، ولم يعد لنا مناص إلا بمجابهة العدو يكل طاقاتنا وإمكانياتنا، وسد ما في صفوفنا من الثغرات، وفي مقدمتها ثغرة التوعية القومية والوطنية والخلفية، ونبذ الدعوات الباطلة المستمدة من المصادر اليهودية، والعمل صفاً واحداً بكل تصميم وحزم لنكشف للعالم أجمع ما إرتكبه اليهود من جرائم وآثام بحق الإنسانية ولنوضح لابناء قومنا حقيقة الرواسب الباطلة العالقة في آذهانهم عن اليهود واليهودية.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف الذي ينشده كل عربي وإسهاماً في توعية النضال القومي والوطني والخلقي، يضع الكاتب هذا الكتاب بين يدي القارئ العربي بغية إطلاع الرأي العام على جرائم اليهود وكشف حقائقها وفضح أسرارها وإزالة كل غموض والتباس في خفاياها والجرائم التي قاموا بها في ألمانيا وإسبانيا والمجر وغيرها من الدول وتأثيرها على مكانة اليهود في العالم.
كما إسترسل الكاتب في دراسته ليذكر أسباب قيام الماسونية والعديد من التنظيمات اليهودية عبر التاريخ.
وختم كتابه بالحديث عن الجريمة الأخيرة لليهود وهي قيام دولة إسرائيل في فلسطين وتأثيرها على العالم العربي عموماً وعلى الفلسطين خصوصاً. إقرأ المزيد