التكوين الفني للخط العربي
تاريخ النشر: 01/03/2003
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة، جروس برس
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يثير الخط العربي تساؤلات عديدة، كما لم يثره أي فن من الفنون. وبعض هذه التساؤلات يصل إلى منطقة حرجة، لأن موضوعه لا يخص ذوي الشأن من الخطاطين-حرفيين ومجودين- فحسب، بل يتعدى ذلك إلى جوانب عديدة. فهو ذو علاقة باللغة العربية، إذ إن تطور شكل الحرف كان متلازماً مع تطور ...مفردات اللغة العربي، وهو ما جعله ذا طابع قومي، فنشأ وتطور ضمن خصوصية المجتمع العربي ومفاهيمه القومية. ولا ينبغي هذا الدور الأساسي للعقيدة الإسلامية، لأن الخط العربي لم يصل إلى صورته النهائية إلا بعد أن شاركت أمم وشعوب عديدة في تطويره وتجويده، فكان ارتباطه بالقرآن الكريم وثيقاً منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأضفى عليه ذلك قدسية الحسية مهابة وجلالاً.
كما وارتبط بقواعد صارمة اكتسبت صفة الثبات عبر مدة زمنية امتدت منذ عصر الرسالة إلى عصرنا الحالي، وعدت هذه القواعد في المنطق الجمالي له، وعلى هذا الأساس فإن الخطاطين يعدون الخروج على هذه القواعد هو انهيار لمنطقه الجمالي. هذا الرأي رفضه آخرون إذ قالوا بأن الارتباط بالموروث العربي الإسلامي، يجب أن لا يعني الانقطاع عن مواكبة الميادين الجديدة ذات العلاقة المؤثرة في الخط العربي. هذا وأجمعت الدراسات الفنية والنفسية على أن كلمتي التغيير والتجديد تتطلبها معاصرة، وهما كلمتان مرادفتان للإبداع وإن التكرار والنمطية، لا تتعدى أن تكون فرصة يمكن إبقائها ولا يمكن تجاوزها.
من هنا تبرز المشكلة والتناقض في الجمع بين حرفيات من الخط، وموجبات الإبداع والابتكار والتغيير، كما تبرز الحاجة إلى إيجاد حل لهذا التناقض. وفي هذه الدراسة محاولة لإيجاد حل لهذا التناقض. وفي هذه الدراسة محاولة لإيجاد الحل ، ليكون الخط العربي تجريداً وتجسيداً في الوقت نفسه ومن الفنون التشكيلية ذات البعدين وذات الأبعاد الثلاثة. إن هذه الدراسة تهدف إلى تحليل التكوين للخط العربي وفق أسس التصميم، وهي: الوحدة، والتوازن، والتوافق، والتدرج في الخطوط العربية الآتية: الكوفي المصحفي، النسخ، الثلث، والتعليق، والديداني، والرقعة، والاستفادة من نتائج هذا التحليل في بناء أعمال فنية تشكيلية، تبرز المزيد من الجوانب الجمالية، والتعبيرية للخط العربي، لكن الولوج في هذا المجال يعني إعادة النظر في الخط العربي وفق معايير جديدة، وتحليله ضمن أسس جديدة ليس لقصور تقاليده الموروثة، وإنما للإفصاح عن جماليته، وفق منظور يمنحه مزيداً من التعبير، وينقله من كونه عالماً تدويناً يؤدي وظيفة معينة لها علاقة بخدمة الإنسان إلى فن من أجل (حيوية التعبير) أو نقله من موقعه الذي يتوسط الفنون التطبيقية والفنون الجميلة إلى الفنون الجميلة.
وهو ما سيكشف عن العديد من الخصائص الفنية المشتركة بين الخط العربي والفنون الجميلة (كالرسم، والنحت، والعمارة) بما يغني الفنانين في هذه الفنون، وسوف يغني الباحثين بصورة عامة، والفن الإسلامي بصورة خاصة، لم تكن هذه الدراسة وليدة مدة زمنية محددة، وإنما هي حصيلة أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ابتدأت بالممارسة العملية، وبإنتاج اللوحات الخطية على الطريقة المعهودة في الخط العربي، من ثم الاجتهاد فيهما.وقد أضافت الدراسة الفنية -النظرية والصلبة - في مجال التصميم إلى هذا الجانب، اهتماماً في البحث عن صيغ متقدمة للشكل، أو صياغة أشكال الماضي بما ينسجم مع الذاكرة البصرية الجديدة، كما اعتمدت على قراءة متأنية في تاريخ الفن العام الفن الإسلامي، والخط العربي.
واعتمدت الدراسة على ستة فصول: تضمن الفصل الأول الجانب التاريخي للخط العربي. أما الفصل الثاني، في جمالية الخط العربي، والفصل الثالث (تحليل الخطوط العربية) تضمن تحليلاً لعينة من الخطوط العربية ضمن المسوغات الفنية والتأريخية، وقد أبرز هذا التحليل تفرد بعض الخطوط بخصائص فنية مختلفة... خصائص أخرى متشابهة. والفصل الرابع (الخط العربي فن تشكيلي ذو بعدين) تمت مناقشته كفن له مقومات الفنون التشكيلية، ابتداء بشكله التجريدي وانطلاقاً من ابتعاده عن التشخيص والمحاكاة ووضع فيه أبرز الخصائص المشتركة بينه وبين الفن الحديث...وتضمن الفصل الخامس أبحاثاً عالجت أبعاد الخط العربي، أما الفصل السادس فتضمن الاستنتاجات التي توصل إليها البحث من خلال نتائج الفصول. إقرأ المزيد