عبد الرحمن البدوي: الحضور والغياب
تاريخ النشر: 01/02/2003
الناشر: دار الأنوار للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:الوجودية وحدها، تسبغ على الموت بعداً إيجابياً، إذ تشرط الوجود بال عدم باعتباره حاصلاً للمعنى، وحافزا على العقل، ودليلاً على الإنطراح في الزمان والمكان والعالم، وعلامة على الكشف والرؤيا، بمنأى عن أية نظرة قبلية، ومثالية وطو بادية للوجود الدهري. والوجودية، وحدها، إذن تقرن الحضور والغياب، فيغدوا الغياب وجهاً آخر ...للحضور، ويصير علامة من علامات الوجود والكينونة، ولا يعود الموت سوى حالة فيزيائية، مادية، بيولوجية، فيما الحياة شكلاً من أشكال التحقق الإمكاني، والخلود الرحماوي (الروحي- الحاوي) الأبدي، فيما يتعدى الموت والعدم العابر.
والفيلسوف عبد الرحمن بدوي هو خير عينة على هذا الحضور الإبداعي، الكمي والكيفي، في الوجود الحاضر بغيابه، والحي بروحه، رغم الموت الجسدي، والموجود بفكره رغم العدم والاندثار. تكمن أهمية هذا المفكر، وجدارته في طرح الوجودي في الفكر العربي، وفي محاولته تعريب الوجودية وتأصيلها وتأهيلها مع النزعات القدرية والإنسانية في الفلسفة العربية الكلاسيكية والحديثة والمعاصر.
وإذا كان الدكتور عبد الرحمن بدوي لم يتفرغ كالفلاسفة للعمل الفكري والفلسفي المحض، إذ طفى التحقيق الأكاديمي والترجمة والتاريخ في أعماله على الـأليف والابتكار فإنه تحلى في حياته الإبداعية الطويلة بجرأة المفكر، الذي لا يخشى في بحثه عن الحق، لذاته والحقيقة، لذاتها أية سلطة النقد والعمل والمعرفة. أمام حضرة الموت، يغدو النص والفكر ملكاً للقارئ والناقد والعالم، ويبقى من المفكر والمبدع حضوره الروحي وخلوده الأدبي، أما حصيلة الجهد والإبداع الفكري والعقلي، والروحي فتصبح إرثاً وميراثاً للإنسان والإنسانية.
ويأتي هذا الكتاب بمثابة تكريم للمفكر الفقيد عبد الرحمن بدوي، الحاضر بغيابه، والحي بموته، وهو يضم مراجعة نقدية علمية صارمة والتي تمثل شكلاً من أشكال التكريم الحقيقي لهذا المفكر. والمراجعة النقدية هذه عبارة عن مجموعة من الدراسات النقدية التي يجمعها أهل العلم والمعرفة والنقد، وتنتمي لعدد من كبار الكتاب الذين لا تقل أهمية مساهماتهم في الفكر العربي، عن مساهمة المفكر الراحل، والغاية ـم يكون الكتاب مناسبة للنقد المتعدد، والفكر المتعدد في الكتابة والقراءة والتفكير مع عبد الرحمن بدوي وعنه باعتباره خطاباً وموضوعاً خطابياً في آن معاً.نبذة الناشر:إذا كان هيدغر قد ذكر الإنسان الغربي بنسيان الكينونة، فقد ذكر عبد الرحمن بدوي الإنسان العربي بالكينونة الحقة في زمانية الوجود الآني والتاريخي والواقعي، بمعزل عن النظريات المثالية والطوباوية السائدة في الفكر العربي والحياة العربية. إقرأ المزيد