تشي غيفارا ؛ مذكرات حرب الغوار
(0)    
المرتبة: 125,801
تاريخ النشر: 07/11/2016
الناشر: دار الأنوار للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:كانت الولايات المتحدة الأميركية في الخمسينات من القرن العشرين تنظر إلى كوبا بأنها تفاحة لا بدّ من السقوط في أيدي العم سام، حين تنفصل عن أسبانيا... وكانت سياستها الإمبريالية تقوم على دعم الدكتاتوريات وإسقاط الحكومات الديموقراطية الشعبية في أميركا اللاتينية.
وكانت الدكتاتوريات تمثل فئة قليلة من النخب المهيمنة على مقدرات ...الشعوب، تأتي إلى سدة الحكم عن طريق الإنقلابات؛ أما الحكومات الديموقراطية التي يدعمها الشعب فلا تصل إلى الحكم إلا بصعوبة كبيرة، وفي أغلب الأحيان بعد تقديم كل التنازلات من أجل البقاء في سدة الحكم، الأمر الذي يتطلب، كحلّ لهذه المعضلة ديموقراطية ثورية راديكالية، ترد على العنف بالثورة الدائمة، وتواجه الإستعمار بالثورة الديموقراطية.
وقد قامت الثورة بعد إنهيار آخر النظم الديموقراطية عام 1954، حين سقطت آخر ديموقراطية أميركية ثورية، كانت لا تزال واقفة على أرجلها، والمقصود بذلك حكومة "جاكوبو أربينز غوزمان نتيجة للعدوان السافر الذي أعدت له ونفّذته الولايات المتحدة الأميركية، في عهد الرجل الذي تجسد فيه العدوان، وزير خارجية الولايات المتحدة جون فوستر دالاس، محام شركة الأثمار المتحدة (يونايتد فروت)، وهكذا كانت ولا تزال تتضافر السياسة الخارجية مع المصالح الإقتصادية لكارتلات وتروستات الفاكهة، والنفط والمواد الأولية، للهيمنة على العالم بالسياسات الإنقلابية، والمؤتمرات الدبلوماسية، والقوة الناعمة، للسيطرة على الأنظمة والسوق والموارد، في لعبة التبادل الإقتصادي اللامتكافئ، وحتى العنف المباشر، القائم على الحروب الخارجية والغزو والإستعمار الكولونيالي المباشر، ألا يعيد التاريخ نفسه في السياسات الإمبراطورية – الجديدة للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، وأفريقيا، والعالم قاطبة؟...
حين ظهرت صورة غيفارا ميتاً – مفتوح الأعين – على حافلة في أدغال بوليفيا، تذكر صاحب هذه المذكرات معه (مع غيفارا) قصة جاك لندن، حيث يستند بطل روايته إلى جذع الأشجار، ويستعد لإنهاء حياته في جو من الكرامة، وهو موقن بالموت في منطقة آلاسكا المتجمدة، أما غيفارا فكان موقناً – وعلى دراية تامة – بأنه يموت من أجل الشعوب! البؤساء والمستضعفين والمقهورين في الأرض، وقد تساوت ضلوعه بجذوع وضلوع الأشجار، هل هناك من مأخذ على أسلوب غيفارا في إستعمال العنف؟!!...
إن ما يحدد العنف أو اللاعنف والسياسة، هي الظروف والدوافع، والغايات النبيلة التي يحملها المناضلون من أجل إنسانية أفضل، ومجتمع إنساني متكافئ، يقوم على الحرية والعدالة والكرامة، ثمة رجال في هذا العالم حملوا أمانات تعجز عنها الجبال!... في سييرا مايسترا ، وفلسطين، والعراق، وسوريا، ولبنان، وفي كل مكان، بغض النظر عن العقيدة الفكرية أو الأيديولوجية في النضال من أجل الخلاص الإنساني والحرية والكرامة في الثورة كفيفارا – الطبيب الثائر، الذي حمل البندقية ليقابل العنف بالعنف من أجل تحرير بلاده، وتخليصها من المعاناة الإنسانية...
في هذه المذكرات ما يسلط الضوء على هذه الشخصية النضالية الأسطورية، الذي حمل كفته منذ حمل بندقيته ثائراً ومقاتلاً في حرب الغوار. إقرأ المزيد