تاريخ النشر: 01/11/2002
الناشر: دار العلم للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يتماهى الكاتب في تسبيحاته مع رقة السماء، وخضرة الأشجار، واكتساب روحه أنراً وسبيلاً وبحاراً... هو تارة يحمل سبحة يطقطق فيها عند تسبيحه، وتارة تسبيحه عند خلف الضوء الذي يعاند الضوء، والقمر الذي يسابق القمر، والنجم الذي ينغلق من النجم. وتكاد في عدوه ذاك لا تجد عدواً ولا عداوة أحد ...لأحد... كيف لا والتسبح عنده صلة وتواصل ووصول، والوصول حيرة واطمئنان ومقام قاب قوسين أو أدنى من "كل هو الله أحد" الكاتب هنا نموذج حي لذاك القائل: "بيني وبينك اني ينازعني فارفع بلطفك إني من البنين".
والسبحة الجديدة في التسبيح أنها تخرج عن النخبوية لتتفاعل مع التسامي الإنساني. فالعارف المسبح "عنده" هو من عبد الله وعبد لله بمحراثه ومسرح الحياة بحضوره الاستثنائي. العارف اقتحام وجرأة وصلاة... "جعلت لي الأرض مسداً وطهوراً... "وإذا ظن البعض أن العرفان حليف الكلمات، نقيض العقل والمعنى... فقد غاب عنه بناء أهل المعرفة أن أقدام البرهان العقلي الخشبية التي لا تصور أمام عواصف الشبهات هو الذي دفعهم نحو البحث عن معنى لا يزلزله شيء، لا لأنهم قبضوا على الحقيقة، بل لأن نور الحقيقة الذي اعتراهم قد أذابهم ووحدهم مع المعنى، فترنموا نغماً وترنموا سحراً وتمظهروا آياتٍ وأحرفاً وكلمات هي رموز تشير إلى كثرتها إلى الحقبة الواحدة التي لا كثرة فيها. وإن صدرت وتجلت عنها حقيقة كل ما يتبدى من كثرة. وحسب تعبير الكاتب "في الغاية أشجار كثيرة:... لماذا أشاهد شجرة واحدة" لا أدعوها هذه الشجرة بل أدعوها الغابة". نصوص عرفانية تعبّر عن حالة وجد، تشبه الصلاة الدائمة في توجه القلب إلى الحق، وإذا كان النص العرفاني في أصله نصاً وجدياً، أدبياً، ذوقياً، فإنه بقدر ما يكشف عن هذه الحال بقدر ما يبتعد عن كونه نصاً بحثياً ونظرية ميتافيزيقية. لأنه في حقيقته، عملية إفصاح عن وجد الأحوال والمقامات، وما يعتري السالك فيها من أسباب القول، وهذا ما يعطيه حرية في التعبير تجمع بين أنواع أدبية عدة. إقرأ المزيد