تاريخ النشر: 01/09/2002
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يتألف الكتاب من مجموعة ثلاثة عشر بحثاً، تحت عنوان (المعرفة في نظر القرآن الكريم) قدمها آيات الله الشهيد الدكتور بهشتي بين عامي 1977 – 1978، وذلك من خلال جلسات ولقاءات فكرية تم خلالها طرح بحوث في الجانب النظري من الدين. وكان بحث المعرفة أحد الموضوعات التي وقع عليها الاختيار. ...هذا وإنه، وعلى الرغم من أن البحوث المستقلة بمجال نظرية المعرفة، كانت مطروحة دائماً على الصعيد التفكير الفلسفي والبحث العلمي، وكانت تشغل حيزاً مهماً من النشاط الفكري منذ بضعة آلاف من السنين، ولأجل ذلك كانت من البحوث الدائمة الحيوية من تلك الآونة، وكان لها حضور دائم وضروري على مساحة التلاحقات الفكرية؛ إلا أن طرح الدكتور بهشتي لبحث المعرفة في ذلك الوقت احتل رقعة لفتت أنظار المناضلين والنا شطين في مجال النهضة آنذاك.
وكان الدكتور بهشتي يُعدُّ من جملة علماء الدين، خصوصاً عند المتنورين من العلماء، ومن يتمتعون بوضوح الرؤية،سيّما بالالتفات إلى معرفته بالفكر الغربي من مصادره الأصلية، ومعرفته العميقة ونقده العلمي لهذا الفكر، وقد بادر من خلال تلك اللقاءات إلى الإجابة عن أسئلة الشبان المسلمين الذين كانوا يزاولون نشاطاً أيديولوجياً، ضد الشاه آنذاك، ويبذلون من أجل ذلك جهوداً منظمة، ذاك تحذفي عن طرح تساؤلات كثيرة في هذا المجال. أجاب الدكتور بهشتي على تلك الأسئلة مسترشداً بالقرآن الكريم، مبيناً بواسطته أجوبة المسائل المطروحة في هذا المضمار، وبهذه الطريقة قام بإحياء القرآن بوصفه كتاب هداية للناس جميعاً.
ومن جهة أخرى فإنه ومع إمكان طرح بحث المعرفة بلغةٍ فنية وفلسفية، إلا أن الدكتور بهشتي فضّل الحديث بلغة قابلة للفهم من قِبَل جميع المخاطبين، مراعاةً للمستوى العام للحضور فعلى الرغم من أن بعض الحاضرين كانوا من الدارسين والطلاب ذوي المطالعة المكثفة لتلك الفترة، إلا أن أغلبهم لم يكونوا بالمستوى الكافي من المعرفة بمقدمات الفلسفة ومصطلحاتها. وقد تم بالإجابة على كل الأسئلة الموجهة إليه على الرغم من تفاوت مستوياتها. وهذا بحد ذاته مؤشر على طبيعة العلاقة المتبادلة القائمة بين علماء الدين المتنورين من جهة، وبين المثقفين من المتمدنين من جهة أخرى. إقرأ المزيد