تاريخ النشر: 13/10/2025
الناشر: دار ببلومانيا للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:كانت كاترين تمشي في أحدِ شوارع البندقية بقربِ أحد الأقنية، تستمعُ بهوائها الرطب وإنارتها الخافتة تائهة العقل ترسم لها الأفكار طريقاً مبهمَ النّهاية، تخطو دون هدف.
كانت مغيّبة عن عالمها الحقيقي كأنّها فاقدة الحواس لا ترى من حولها ولا تسمع شيئاً، تعصف بها الذّكريات تارة تدخلها في عواصفِ مواقفٍ لم ...تتصرّف فيها كما يجب وتارة تحصي عدد القوارب الراسية في القناة وكأنّها تختبرُ وجودها على قيدِ الحياة بإحصائها القوارب التي تراها بعينٍ واقعيّة .
لكن سرعان ما عادت إلى الواقعِ حين اصطدمت بشابٍّ طويل القامة شامخ الملامح، شعره بنيّ كالبنِّ يحملُ صحوة لذيذة، عيونه سوداء كالليل الأدهم كما أنَّ وجهه مقتبس من الجمال، شعرتُ بأنّه كان منفصلاً عن الواقع مثلها.
التقت عيناهما بينما كانا غرقى في نشوة التفكير العميق، هزّا رأسيهما جانباً كمن ينفضُ شيئاً من أفكارٍ أو كمن يغربل شيئاً؛ عادا إلى الواقع.
رأى الشابّ فتاة في غايةِ الجمال، بشرتها بيضاء كالقطن، شعرها أسود تفوح منه رائحة الجاذبيّة، وما إن نظرَ إلى عينيها حتّى أدرك مغناطيسيّة اللّون العسلي جذبته إليها بينما هو شابٌّ كالحديد، وكأنَّ عيونها مساكن للنّحل وكأنَّ النّحل وضع كلَّ عسله في عينيها. إقرأ المزيد