تاريخ النشر: 08/10/2025
الناشر: دار ببلومانيا للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:لم تكن الشوارع نابضة في ذلك اليوم.
كأن الحياة نفسها قد قررت أن تتنحّى جانبًا، أن تتوارى خلف ستارة كثيفة من الغياب.
أصوات المدينة خفتت، الأسواق لم تعد تصرخ كعادتها، الرياح نفسها مرّت بخجل، وكأنها تخشى أن توقظ شيئًا نائمًا.
لكن وسط هذا السكون العام، كان ثمة مكان واحد ينبض، ...ينبض على نحوٍ غريب، لا بالحياة بل بالموت. المقبرة…
هناك، بين الشواهد البيضاء والرمادية، بين أسماءٍ منقوشة بصرامة على الحجر، كانت زيناسكا تمشي. فتاة تحمل في وجهها شحوب السفر، وفي عينيها بقايا طرقٍ بعيدة.
جسدها لم يكن ضعيفًا ولا منهكًا، لكنه بدا مأزومًا من الداخل، كأن الروح أثقلته بحمولة لا مرئية.
يدها اليمنى تتلمس طرف خدها الشاحب، إيماءة صغيرة أشبه ببحثٍ عن يقين، بينما يدها الأخرى تشد حقيبة سوداء ضخمة، تجرها وراءها كما يُجرّ الأسير صخرةً مربوطة بساقه. إقرأ المزيد