الرحلة الكبرى في القرن الثامن عشر
(0)    
المرتبة: 340,306
تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: المجمع الثقافي
نبذة نيل وفرات:كانت "الرحلة الكبرى" تتضمن أساساً زيارة لباريس وجولة في المدن الإيطالية الكبرى، وعلى وجه التحديد البندقية، وروما، وفلورنسا، ونابولي. وحول ذلك الأساس كان يتم وضع برامج وخطط الرحلات الكبرى، مع مراعاة التفضيلات الشخصية، والاتجاهات السائدة، والراحة والارتياح، وتأثير العوامل الخارجية مثل الحروب، والاضطرابات السياسية، والأمراض. ونظراً لأن ترتيبات السفر ...كانت شخصية أساساً فقد خلت خطط الرحلات من الجمود، وإن خضعت للقيوج التي يفرضها المناخ، خاصة جليد الشتاء وحرارة الصيف.
وهكذا فإنه من العبث تناول: "الرحلة الكبرى" باعتبارها رحلة تقليدية ذات برنامج جامد، ذلك لأن مثل ذلك الاتجاه يفضله هؤلاء الذين كانوا يبحثون عن المتعة، ويجرون وراء اهتماماتهم وتعليمهم خارج باريس وإيطاليا. وعلى الرغم من بروز برامج وخطط تقليجية فإن قائمة المناطق والدول التي كان يرتادها البريطانيون تتسع لتشمل الأراضي الواطئة (هولندا وبلجيكا)، وهانوفر، وبرلين، ودرسدن، وبراغ، وفيينا، وميونخ، وجنيف.
ويفرض التركيز "الثقافي" مزيداً من الاهتمام بالسياح الذين كانوا يزورون فلورنسا والبندقية بأكثر مما هي الحال بالنسبة إلى أولئك الذين كانوا يتوجهون لهانوفر وبرلين. لكن ذلك ينطوي على تمميز مصطنع لا مغزى له من حيث خبرات الكثير من السياح، ويهمل جانباً هاماً للسياحة في تلك الفترة. وعلى الرغم من أنه يسهل تمييز الرحلات الطويلة إلى القارة (أوروبا) من خلال حعلى سبيل المثال- الزيارات السريعة لباريس أو المنتجعات ذات العيون المعدنية لأغراض الصحة والاستشفاء فإنه من الصعب تماماً تمييز "الرحلة الكبرى التقليدية" من غيرها من رحلات كثير من الشباب في الخارج. والتي لم تكن تستغرق وقتاً طويلاً، أو رحلات هؤلاء الذين زاروا البلاد ذاتها، والذين واجهوا مشاكل السفر للخارج، واستمتعوا بمباهجه ذاتها.
ويهدف هذا الكتاب إلى تركيز الانتباه على السياحة خارج نطاق الرحلات التقليدية لباريس وإيطاليا. ومن السمات البارزة له أيضاً المصادر التي استخدمت في إعداده. ولسوء الحظ فإن الافتقار إلى قائمة شاملة للمصادر فيما يتعلق بالرحلة الكبرى خارج إيطاليا أمر يشجع على اللجوء إلى عدد صغير من المصادر المألوفة.. ويرجع ذلك إلى ما عانته وتعانيه المخطوطات من إهمال عام. إقرأ المزيد