تاريخ النشر: 01/06/2002
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:أحاطت بي شياطين الجحيم، غرستني في بؤرة الاحتراق وطوقتني بالأبدية سنين طويلة وأنا أحترق من الخارج، لأنه في داخلي صغيرهم يمل ملامحهم وأفكاري، آه، لماذا تركته للتيه الكبير؟؟ لماذا عندما صدقني كمنكر لي ورحل هكذا؟؟ يا شياطين الجحيم، يا من تشعرون كرهاً معي، ولا تموتو، خذوا زوادتي واتركوني أنتهي، ...فصغيرهم لن يعود، النار لا تموت إلا بفناء أجزائي. عندما أدركت الشياطين الحقيقة، نفخت في رأسي نفخات حارة، فهربت أفكاري اللعينة من أذني وستحالت بعوضة من دخان، دخلت رأس كبيرهم وأصابته بالدوار فصار يقضي الليالي الطويلة بالصراخ والعويل، والبكاء المر.
وصار أطباء الأرض ورواد السماء في أمر البعوضة حتى قيل: ذلك مس من عمل أهل النار، شرد الصغير وأسكن البعوض في رأس الكبير، تلك لعنة صاحب الناس. أنا المحسوس الذي لا يحترق ولا تتركه النار، من أجل صغيركم ألبس عباءة الاحتراق التي لا تنطفىء، تركت اللعنة تنخر رأس كبيرهم من أجل أحلامي التي لم تكن، أنا المنثور في عتمة السماء نجوماً بائسة، أرسم خطوطاً لصغير ملفوظ كفكرة محاربة، أشعل النار فتعيش لأجل من لا يعود، تلك نار أبدية، وهذا بعوض لا يموت. إقرأ المزيد