الحلقة النقدية في مهرجان جرش التاسع عشر - فدوى طوقان بين قيد المرأة الشرقية وفضاء النص
(0)    
المرتبة: 90,401
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:من يتتبع سيرة الشاعرة فدوى طوقان، ومن يتأمل مسيرتها الشعرية يدرك علاقتها الحميمة بظاهرتي الحزن والموت، والظاهرتان متداخلتان بينهما جدل عميق. وقد عمقت طبيعة الشاعرة والأحداث التي ألمت بحياتها من حدة الإحساس بهاتين الظاهرتين. فقد تعرضن في حياتها لقمع البيئة المحافظة من جهة، ولعدم التقدير لذاتها في طفولتها وفي ...صباها، مما ولد لديها إحساساً بالمرارة من بيئة الذكور والإناث معاً، ولم تجد في حياتها إلا لحظات تأكدت فهيا ملامح أنوثتها ثم غابت وظلت تتوق إلى ممارسة حياتها الطبيعة الإنسانية تنال الرضا والحب والإعجاب وتحيا في جو أسري هادئ..
فباستثناء ما منحها إبراهيم من الحب والرعاية وما خفق به قلبها الغض من إحساس بالحب، انطوت على نفسها حزينة شاكية متألمة.. ولقد غذى الإحساس بالألم نهر الحزن النابع من أوجاع ذاتها إلى الحزن الذاتي الموضوعي بفقد الاخوة والأحبة والأهل... وإذا كان لمجرى هذا النهر أن يتحول فلم يكن إلا بروافد جديدة، الحزن الجمعي الذي امتد في مأساة شعب وضياع وطن، فلم تكن إلا بروافد جديدة، الحزن الجمعي الذي امتد في مأساة شعب وضياع وطن، فلم تكن القضايا الكبرى انتزاعاًَ لها من همومها الذاتية إلا هموم ذاتية أخرى...
ولعل هذا الديوان "اللحن الأخير" الذي يحمل عنوان إحدى قصائد الديوان هو اللحن الأخير فعلاً أي أن يحمل مجموعة قصائد الديوان، وبغض النظر عن محاولة تحقيق تاريخ نشر هذه القصائد فإن المتأمل في هذا الديوان قد يخلص إلى أن هذه القصائد نظمت في فترات متباعدة بين اللحن الأول، الموقف من العاطفة الأولى حين كانت تدرج إلى الصبا، أو حين تكالبت عليها الهموم الذاتية بفقد الأحبة، إلى التأمل في تجربة الحياة كلها ونفض السنين لتنظر إلى بقايا الجمرات المتكومة في حضن موقد حياتها، ماذا بقي من أحزان لتسكبها في شعرها.
وماذا تبقى من أحلام على المستوى الذاتية أو على المستوى الجمعي، فحين نتأمل القصيدة الأولى في الديوان "بعيداً جداً" نلحظ خيطاً من التفاؤل الضمني وسط ركام الأسى وربما التشاؤم، فما الذي تحقق من أحلام وآمال والشر يحاصر مساحات الأحلام، كانت تحلم بوطن صغير تودعه أحلامها الذاتية والجمعية ولكن تنقضي الأيام، والحلم عصي المنال: مازلت أحاور ما لم يوجد، كي أعطيه وجود، وأحاصر كل مساحات، الأمل المنشود، ا؛بسها في سجن قصيد، يقرع باب الصمت فيغرق هذا العالم، في الموسيقى، وأغني أصفي أشعار الحب المتوهج، للوطن الصعب المفقود، لكن يبقى الأمل المنشود، بعيداً جداً يستوطن أرض اللاموجود.
ضمن هذه المناخات يأتي بحث إبراهيم السعافين: "جدل العلاقة بين لحنين دراسة في ديوان فدوى طوقان "اللحن الأجير". والبحث هذا واحد من مجموعة أبحاث تم تقديمها في الحلقة النقدية التي جاءت ضمن النشاطات الفكرية في مهرجان جرس التاسع عشر. وقد تمحورت هذه الحلقة النقدية حول ثمانية موضوعات هي: رؤية فدوى طوقان للآخر/دراسة في جدل الشعر والسيرة/ التجسيد الفني لظاهرة الموت في شعر فدوى طوقان وسيرتها الذاتية، "الحداثة العاطفية، فدوى طوقان والريادة النسوية في الشعر العربي الحديث"، قراءة البدايات التأسيسية لشعر فدوى طوقان تحولات الذات الشاعرة، فدوى طوقان ما بين قيد المرأة العربية وفضاء الشعر، قراءة في رسائل إبراهيم إلى شقيقته فدوى من بيروت إلى نابلس، الشاعرة فدوى طوقان العمة النجمة. إقرأ المزيد