المرأة وعلاقتها بالآخر في الرواية العربية الفلسطينية
(0)    
المرتبة: 33,890
تاريخ النشر: 01/06/2002
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:تنطلق الرؤية النقدية وجمالياتها في هذا البحث من إشكالية "نظرية الكتابة التسوية"، وهي نظرية تتكئ على محورين: الأول: قراءة وضع المرأة وعلاقاتها في الثقافة والأدب، للتعرف إلى المساحة التي اضطهدت فيها شخصيتها، مما شكل سياق الظلام والقهر في التاريخ البشري، دون أن تنفي هذه القراءة البؤر المشرقة التي أنتجتها ...الكتابة عن إنسانية المرأة، وأعطتها حقوقها ورتبتها الاجتماعية الفاعلة. والثاني: دفع النساء المبدعات إلى أن يشكلن أدبهن الخاص الذي يسعى إلى بناء ثقافة مغايرة، تتمرد على الواقع الاجتماعي الظالم، وعلى الثقافة الذكورية السائدة، سعياً إلى بناء المساواة بين الذكور والإناث في الواقع والتمثيل.
وقد اتخذ الباحث الرواية العربية الفلسطينية نموذجاً وحقلاً لهذا البحث النقدي. وقد كان منهج دراسته للرواية العربية الفلسطينية التي أغرت الكثير من النقاد بالتفاعل معها من زاوية "أدب المقاومة والهزائم" في ضوء الصراع العربي الإسرائيلي، ولأنه لا يمكن لأية رواية فلسطينية أن تنهض بعيداً عن واقعها، فقد بدت الروايات الست والثلاثون، النماذج المختارة للدراسة في هذا البحث، ذات علاقة حميمة بواقع الصراع العربي الإسرائيلي، لكن تبقى هناك قضايا اجتماعية كثيرة، أبرزها ما يخص وضع المرأة وعلاقتها بالآخر.
لذا اختار الباحث الروائيين من بنيات فلسطينية مختلفة، حيث ينتمي غسان كنفاني وليانة بدر وسلوى البنا إلى مواقع المخيم الفلسطيني في الشتات، ويمثل اميل جعبي وسحر خليفة الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني، وتشكل جبرا إبراهيم جبرا، وليلى الأطرش من خلال المنفى في المدن العربية. فى هذا البحث تمحورت إشكالية المرأة في الرواية الفلسطينية من خلال منظورين، الأول: أن ينظر إليها على أساس أنها إنسان له مقومات الحياة الحرة في التصرفات والاختيارات وقد جاءت هذه النظرة الحضارية المثقفة محدودة الفاعلية بسبب القيود الذكورية التقليدية التي صاغت حياة الاجتماعية وهيمنت على قدراتها والثني أن ينظر إلى المرأة على أساس أنها كائن يعيش لغير ذاته، كأن تكون أماً تتفانى من أجل أبنائها، وزوجة تؤمن بحكمة "ظل الراجل ولا ظل الحيط"، ورمزاً للوطن وغيره، ومجردة من إنسانيتها لصالح الجسد... إلى آخر ذلك من صور تكشف عن شخصية المرأة "الشيء" لا الإنسان في المنظور التقليدي غير الحضاري على العموم.نبذة الناشر:كانت المرأة في الماضي علامة هامشيّة في متن الهيمنة الذكوريّة، ومع الانقلاب الثقافيّ، في بدايات القرن العشرين، انتقل الهامش إلى المتن، فصارت اللغة السردية (الرواية) ديوان العرب، وصارت المرأة أهمّ إشكاليّات الرواية، كاتبة ومكتوباً عنها؛ ومن هنا تعدّ جماليّة المرأة، داخل بنية اللغة السردية، محركاً رئيسياً للبنى السردية كافة، ابتداءً من العناوين وانتهاءً بالفقرات الأخيرة في المتن، سواء أكانت المرأة حاضرة أم غائبة، لتشكل بالتالي لغة السرد من خلال تفاعل الكتابة مع المرأة بوصفها شخصيّة، وبطلة، وصوتاً يعبّر عن ذاته، ومنظوراً لرؤية العالم، ودوراً حافزاً في بناء شخصية الآخر، وطبقة جنسويّة، وعلامة رمزية، وجسداً متعدد الإيحاءات، وثقافة مغايرة لما هو سائد، وإنساناً له طبيعة الحياة الواقعية المليئة بالتناقضات، وعلامة أنثويّة تفصل بين الأخلاق ونقيضها، وكابوساً أو أسطورة أو خرافة أو سراباً أو سحاباً.
إن المتتبع لشخصية المرأة في الرواية الفلسطينية يجد صورها وعلاقاتها لا تتجاوز أربعة نماذج: المرأة المستغلة المطحونة اجتماعيّاً/والمرأة الجسد المستقبلة لمغامرات الآخر/والمرأة العبء في الواقع الفلسطينيّ المشبع بالضياع/والمرأة الرمز للخصب والوطن والمعبّرة عن جماليّة الحياة الفلسطينية قبل زمن الاحتلال.
ولا تعني هذه النماذج أنّها الصيغ الكليّة لحركيّة المرأة في الرواية الفلسطينية، إذ نجد نماذج أخرى تطرح فيها المرأة من خلال الرموز والأقنعة والأساطير والخرافات والقضايا الاجتماعية والثقافية والنفسية.. إقرأ المزيد