عبد الله بن المقفع: أدب يكتنز النبوغ وعمر يختصر البلوغ
(0)    
المرتبة: 87,648
تاريخ النشر: 01/06/2002
الناشر: دار الفكر العربي للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:ابن المقفع هو علم من أعلام الأدب المخضرم-الأموي والعباسي-وهو من أصل فارسي، لم يتفق المؤرخون حول تسميته، بل نجد هناك خلاف كبير حول ذلك. فمنهم من يطلق عليه اسم "روزيه" ويلقبه بابن المقفع، ومنهم من يقول إنّ لقبه "ابن المقفِّع" بكسر الفاء، نسبة إلى والده الذي كان يضع الفقاه ...ويبيعها.
عاش ابن المقفع طفولته بين أحضان والديه من ترف ونعيم، أما نشأته، فكانت نشأة أهل الفن والترف، الدافعة له لتعلم اللغة الفارسية "الفهلوية" القديمة. وإلى جانب الفارسية أحسن اتقان اللغة العربية إلى جانب العلوم الإسلامية، وبذلك عدّ من المثقفين، الملبي لحاجات عصره، كانت نشأته الأولى في الأهواز، وبعد ذلك في البصرة فارساً مستعرباً زرادشتياً كأبيه، مثقفاً بثقافة قومه حيث اتقن البلاغة والبيان والخطابة، وفي البصرة عمل في جباية الخراج، ثم عمل معظم أيامه كاتباً لكبار رجال الدولة العباسية، واطلع على شؤون الحكم، وتحسّس حاجات المجتمع، وأدرك المشاكل التي كان يعاني منها، فانبرى يناضل مستخدماً الأدب وسيلةً لتحقيق أهداف نبيلة.
وإذا شئنا التحدث عن أشهر كتبه "كليلة ودمنة" فإننا نقول بأنه اعتمد أسلوب "التقية" فيه، حيث أدار بحثه على ألسنة الحيوان. ونجد أن مؤلفاته كلها كانت غنية بالحكم والمبادئ العامة والتوجيه والتلميح، وكذلك أوغل في التصريح والنقد والدعوة إلى الثورة في "رسالة الصحابة". وإذا أمعنا النظر في تلك المؤلفات، نجده عالج وبجرأة نادرة أهم المشاكل المطروحة في عصره، إذ أنه عكس في مؤلفاته حاجات المجتمع الذي كان يعيش وسطه إلى أبعد الحدود الممكنة، وأن معالجته مشاكل إنسانية مشتركة من جهة، وأسلوبه الفني الرفيع من جهة أخرى، كان سرّ خلود آثاره وذيوع صيتها بين كبار المتأدبين.
ونجد لغة ابن المقفع صوتاً يعبر عن أغراضه، ويصل العالم الفارسي بالعالم العربي، من خلال دراسة عدد وافر من عبارته، حيث تحديد سماته الأسلوبية المثيرة إلى الصياغة الفنية باعتبارها إحدى الخصائص التي يُظهر فيها الأديب مهارته في نحت الكلمات وتركيب الجمل، وكذلك الملاءمة بين الألفاظ والمعاني. وإذا أردنا إيضاح الجانب البلاغي في لغة كاتبنا الكبير، نستنتج أن أسلوبه امتاز بغلبة السلاسة البلاغية والوضوح، حيث وُصف بأسلوبه السهل الممتنع، وكذلك وُصف أيضاً بحسن الصياغة وقوة البيان، وهذا ما جعله يطور النثر حتى عُدًّ واقع لواء النثر الفني في الأدب العربي، وزعيم الطبقة الأولى من الكتاب دون منازع.
وفي هذا الكتاب من سلسلة "أعلام الفكر العربي" دراسة مفصلة يتحدث فيها المؤلف عن سيرة ابن المقفع، متوقفاً عند جميع محطات حياته بدءاً بولادته، وإسلامه، واتهامه بالزندقة وبمعارضة القرآن، وبعد ذلك ينتقل للحديث عن جوانب شخصيته المختلفة (الدينية، الاجتماعية، الخلفية، العقلية، النفسية، الأنثوية)، ليصل إلى المؤثرات الاجتماعية التي كانت طاغية على سائر كتاباته التي دوّنها في أدبه الكبير وأدبه الصغير، أما آثار ابن المقفع فاحتلت أكثر من ثلثي الدراسة وفي هذا القسم عرض المؤلف لمجمل آثاره وأهمها: (الأدب الكبير، الأدب الصغير، رسالة الصحابة، كليلة ودمنة) وبعد ذلك انتقل لتناول تطلعاته وآرائه في الدين والعلم والأدب، وشؤون الإدارة والمجتمع، والسياسة. إقرأ المزيد