تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب، أطروحة دكتوراه في فلسفة التعليم والتربية بجامعة إعداد المدرسين، يهتم باستعراض آراء الفيلسوف الألماني عمانوئيل كانت. والحقيقة هي أنّ مجمل الفلسفات التربوية المعاصرة تمثل حصيلة تطور وتكامل العديد من الفلسفات التربوية في العقود الأخيرة على يد مختلف الفلاسفة. ويُعدّ "كانت" أحد كبار هؤلاء الفلاسفة، إذ ترك تأثيراً ...عميقاً على الفكر الغربي والثقافة الأوروبية من خلال تأسيس نظام فلسفي متكامل. وتبرز أهمية كانت بشكل خاص في أنه كان يسعى خلال الفترة التي كانت فيها أمواج المذاهب التجريبية والمادية العاتية تهدد أساس الأيمان بالله، وبقاء النفس، وحرية إرادة الإنسان، لإثبات هذه المفاهيم ليس بأسلوب الفلاسفة القدامى وإنما بأسلوب حديث.
كان كانت فيلسوفاً أخلاقياً بمعنى الكلمة، وشيد فلسفته الأخلاقية على ركيزة الاعتقاد الراسخ بحرية الإنسان، ومن الواضح أنّ فيلسوفاً بهذا المستوى لا بد وأن يكون صاحب مدرسة فلسفية خاصة في التربية والتعليم ناشئة أصولاً من فلسفته الأخلاقية، وترك كانت تأثيراً على فلسفة التعليم والتربية من زاويتين بشكل رئيس: الأول نظرية المعرفة، والثانية نظرية القيم والفلسفة الأخلاقية.
ويتعامل التعليم والتربية مع هاتين الجهتين: مع نظرية المعرفة انطلاقاً من الحاجة لمعرفة بناء الذهن وطبيعة عمله. ولا بد لكل فلسفة تربوية أن تؤسَّس على نظرية معرفية. ومع نظرية القيمة انطلاقاً من أن الهدف الذي يتوخاه التعليم والتربية يتمثل في تكامل الشخصية الإنسانية؛ ولهذا لا بد أن تقوم فلسفة التعليم والتربية، على قيم ما ولا بد من أن يكون هناك موقف أخلاقي خاص. وفضلاً عن الآثار الفلسفية المعروفة والقيّمة التي ألفها كانت خلال المرحلة الفكرية النقدية من حياته–أي منذ عام 1771، كنقد العقل النظري، ونقد العقل العملي، فإن لهذا الفيلسوف آثار أخرى تدرس اليوم في الكثير من المؤسسات التي تهتم بالعلوم الإنسانية، وتبحث في الغالب في مواضيع من قبيل علم الجمال، والسياسة والتربية والتعليم.
وطبعت آراءه التربوية في كتاب يدعى "التعليم والتربية"، وظهر العديد من الكتب والمقالات باللغة الإنجليزية ومختلف اللغات الأخرى–ومنها الفارسية–حول كانت ومختلف جوانب تفكيره كنظرية المعرفة والأخلاق. ويرجع أغلب شهرته إلى نظرياته الفلسفية. وقلما استُعرضت آراؤه التربوية لا سيما فلسفته التربوية. وانطلاقاً من ذلك أولى هذا الكتاب اهتمامه بهذا الموضوع بالذات فانبرى لتسليط الضوء على فلسفة كانت التربوية اعتماداً على آرائه الفلسفية على الصعيدين المعرفي والأخلاقي، مع استنباط أصوله التربوية المنبعثة من نظريتي المعرفة والقيمة، وعلم الإنسان. إقرأ المزيد