تاريخ النشر: 01/05/2002
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إنَّ ما كتب عن إسرائيل وبني إسرائيل والصهيونية والصهاينة في مختلف اللغات لتنوء به المكتبات في العالم كلّه وبخاصة مكتبات العالم العربي. لقد تناولت تلك الكتب والأبحاث والدراسات تاريخ اليهود منذ نشأتهم وحتى يومنا هذا وتحدثت عن عقائدهم وكتبهم وخرافاتهم وسياستهم وغدرهم وقتلهم الرسل والأنبياء وطموحاتهم في السيطرة على ...العالم بالذهب والحيلة ونقل البندقية من كتف إلى كتف. إنهم شعب الله المختار كما تقول خرافاتهم وعقائدهم وعلى العالم كلّه أن يدرك ذلك وأن يستجيب لهم ويخضع لمشيئتهم. ولقد تناولت كتب عديدة أخرى مخاطر الصهيونية عامة وخطرها على لبنان بشكل خاص، ولكن حلقات حسّاسة كثيرة ظلت مفقودة في مختلف هذه الكتب والدراسات حتى جاء الدكتور "محمد عطوي" في مؤلّفه الجديد ووضع الإصبع على الجرح وسلّط الضوء على مكمن الداء فإذا نحن أمام الخطر الصهيوني على لبنان بصورة موضوعية تتسلسل تاريخياً وجغرافياً واقتصادياً وعسكرياً يدرك أبعادها القارئ العادي والمتخصص على حدّ سواء. ويفهم كيف يفكّر العدو وكيف يرسم خططه العدوانية وما هي أهدافه القريبة والمتوسطة والبعيدة وما هي وسائله التي يستخدمها في سبيل تحقيق الأهداف.
والجديد في كتاب الدكتور عطوي هو معالجته موضوع التحرير الذي تم في 20 أيار من العام 2000 وكيف تمت ولادة المقاومة الوطنية من رحم المأساة والألم والتهجير والتشرد والإذلال وكيف انبثقت هذه المقاومة من الشعب الصامد والمؤثرات والعوامل التي كانت وراء انبعاثها، ويتوسع المؤلف في كيفية التعاون السحري الوطني الخالد بين قوّات الجيش اللبناني الوطني بعقيدته القتالية الجديدة وبين المقاومة والشعب من أجل تحرير التراب المحتلّ من قبل العدوّ الصهيوني. ويطلع بنتيجة ذات حتمية تاريخية أنَّ التحرير الوطني ضد أي مغتصب لا يتم إلا بتعاون الشعب والجيش والمقاومة والقتال في خندق واحد لبلوغ هدف واحد. وبعد ذلك كله يشرح المؤلف صدى انتصار المقاومة ومدى تأثيره على الثورة الداخلية في فلسطين المحتلة وإمدادها بالمعنويات والشجاعة والتحريض فلا تحسّ أنها وحيدة في هذا العالم بل مدعومة من حركات تحريرية عربية أخرى تقف إلى جانبها وتؤيدها بكل الوسائل المتاحة إعلامياً ومادياً ونفسياً. هذا وقد وزع المؤلف كتابه على خمسة عشر قسماً:
بحث في الأول: كيف وحّد الجيش اللبناني اللبنانيين وراء مقاومتهم والوحدة الوطنية داخل المؤسسة العسكرية وبين هذه المؤسسة والشعب اللبناني وبينهما وبين المقاومة. في الثاني منها: وضع لبنان في التصور الإسرائيلي قبل 1948 واتفاق أيار 1982 بين لبنان وإسرائيل. وفي الثالث: المطامع الإسرائيلية بلبنان ودواعيها الدينية والقومية والمائية والاقتصادية. وفي الرابع: الاقتطاع الإسرائيلي لجنوب لبنان والسيطرة على مساحات من المطلّة والمنارة والحولة... وفي الخامس: موضوع القرى السبع اللبنانية وضمّها في عهد الانتدابين الفرنسي والبريطاني. وفي السابع: موضوع المقاومة الإسلامية اللبنانية وأسباب نجاحها وأثرها في انسحاب إسرائيل. وفي القسم الثامن: بحث موضوع مزارع شبعا وموقعها الجغرافي وأهداف العدو الإسرائيلي الاستراتيجية والاقتصادية والمائية. وفي القسم التاسع: درس أسلحة العدو ضد المقاومة واللبنانيين وأجهزة التجسس والصواريخ المتطورة ونظام فانتيلوس الأميركي الصنع ضد الكاتيوشا. وفي القسم العاشر: أشار إلى طمر النفايات السامة الصهيونية في جنوب لبنان. وفي القسم الحادي عشر: درس الترتيبات الأمنية والمائية التي يريدها العدو مع لبنان والوجود العسكري الصهيوني على الحدود المشتركة والقوات الدولية "يونيفيل" في الجنوب. وفي القسم الثاني عشر: تطرّق إلى مؤثرات المقاومة الإسلامية في لبنان على انتفاضة الأقصى ودعمها لها. وفي الثالث عشر: تعرض إلى التهديدات المستقبلية التي سيواجهها العدو مشيراً إلى جدار برلين الصهيوني في الجنوب. وفي القسم الخامس عشر والأخير: تطرّق إلى التعويضات التي يطالب بها لبنان العدو الصهيوني جرّاء الخسائر التي تسبب بها في أرضه وأهله واقتصاده.
وهكذا نرى أنَّ الدكتور عطوي قد حدد الموضوع المدروس تحديداً دقيقاً وأحاط بحيثياته ودقائقه المفصلية وسلَّط الضوء على المخاطر الإسرائيلية على لبنان. إنَّها دراسة منهجية تاريخية جغرافية حيَّة ما تزال حرارتها تسري في الكلمات والذاكرة وأصداؤها تملأ الآذان. إقرأ المزيد