تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"عندما أرخى الليل سدوله في تلك الليلة التي أعقبت خروج هيفاء من المستشفى، كان وقع خطى الظلام أعمق من أي ليل آخر، فها هو البيت يعود إلى رتابته القديمة، وها هي مائدة العشاء في ركنٍ منزوٍ من الصالة يجلس عليها كامل وهيفاء، يتناولان طعامهما بصمت، وأحست هيفاء بقساوة الوحدة ...والصمت أكثر من ذي قبل، وأدركت أن الأحداث الماضية سوف تحدث فجوة في علاقتها بكامل، وهذا ما تخشاه. وأحس كامل بما يختلج في أعماق زوجته، فابتسم قائلاً: ما رأيك يا هيفاء في سفرةٍ إلى الشمال، نقضي هناك أياماً نستعيد فيها نشاطنا وحيويتنا. هيفاء: لا رغبة لي في أي شيء يا كامل. نظر إليها معاتباً، فقالت: أنا أعلم بأني أسبب لك المتاعب، آسفة يا كامل لم أسعدك. قالتها واختنقت بعبرتها، فأمسك كامل بيدها وقال لها بحنان: إن وجودك هو أعظم سعادةٍ يمكن أن ينالها المرء، أعلم بأن الأحداث الأخيرة قد قست عليك، يا هيفاء، ولكن يجب أن تكوني شجاعة وتقاومي، حاولي أن تفكري في أشياء أخرى، استثمري وقتك، ما رأيك لو حاولت إكمال دراستك؟ هيفاء: هل تريد إقناعي بأنك لا تبالي بهذا الأمر، وأن عدم استطاعتي الإنجاب في المستقبل لا يسبب لك الآلام والهموم، أو تظنني حمقاء، لا أفهمك جيداً، ولا أدرك مدى حبك للأطفال ورغبتك الشديدة في الأبوة، أو تظنني حمقاء إلى هذا الحد؟". إقرأ المزيد