الثقافة وإنتاج الديمقراطية
(0)    
المرتبة: 51,456
تاريخ النشر: 01/05/2002
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:عندما يقرر هذا الكتاب في أكثر من موقع أن الثقافة هي المحرك الأساسي للكيفية التي يتم بواسطتها إنتاج المجتمع فذلك يعني أن الثقافة وسيلة، وأن لها وظيفة جوهرية تتناسل منها سلالة لا حصر لها من الوظائف داخل المجتمع. أما وظيفتها الجوهرية فهي إنتاج الأفكار والمفاهيم الكبرى التي من شأنها ...أن تجعل المجتمع في حركة دائمة، كإنتاج الديموقراطية والإيديولوجيا والدولة والاقتصاد والمفاهيم المتصلة بالسوق، ومفاهيم الحرية والمساواة والعدل، والأطر المنظمة للحياة من قوانين وتشريعات ودساتير، ونحو ذلك مما يعتبر أسساً أولى في حركة أي مجتمع من المجتمعات. وطالما "الوسيلة" أو "الوظيفة" ترتبط بالأفكار والمفاهيم فإن الصيغة المحركة لمواقفهم في الحياة بشكل ثابت وآلي، وإنما ينشطون في تشكيل تحيزاتهم الثقافية في ضوء المتغيرات التي تتفاعل مع أفكارهم ومفاهيمهم، مما يجعلهم يتسمرون في إنتاج أفكار جديدة، ومفاهيم جديدة.
ولذلك فالأفكار ليست ثابتة، ولا يعتنقها الفرد على أساس أنها مسيِّرة له تسييراً لا رادّ له. أما المفاهيم فهي الأخرى انعكاس من الواقع على العقل والذهن، وبواسطة الاستشفاف أو الافتراض والتمثل والحدس والتجديد والتعميم وغيرها يعمل النشاط الفكري على اكتشاف الصفات الجوهرية المكوّنة للمفهوم المنصبّ حول ظاهرة من الظواهر.
ويقول الملف بأن هذه الإشارات الأولى لا تعني الذهاب المباشر إلى النظرية الوظيفية في فهم مسألة الثقافة، وإن كان لا يدعي انفصال الكثير مما ذهب إليه عن كشوف علماء هذه النظرية وغيرها. إلا أنه وفي كتابه هذا سيسعى إلى هدف جوهري يرتبط بتلك النظرية. وهذا يمثل محاولة صياغة مفهوم وظيفي للثقافة يرتكز على أن إنتاج الديموقراطية في مجتمع من المجتمعات هو الوظيفة الأساسية لإقرار أو إثبات أن التنوع الثقافي والاختلاف في التحيزات والانتماءات والهويات مسائل ينبغي الاعتراف بها بوصفها من مكونات الثقافة، وإذا كانت الثقافة تنتجها (ظواهر الاختلاف والتنوع والصراع) فإنها تفتح في مقابلها أفكاراً خلاّقة في الحرية والديموقراطية، تحول دون أن تصبح ظواهر الاختلاف ظواهر فناء وتدمير، وبذلك فإن إنتاج الديموقراطية هو أحد التعميمات الجوهرية للثقافة، ولا يستقيم المفهوم النظري للثقافة الذي ترتكز عليه ملاحظات وتجليات هذا الكتاب دون استذكار هذا التعميم الجوهري.نبذة الناشر:الدراسات التي ينطوي عليها هذا الكتاب تختبر ضرباً من الإجابة على أسئلة معقدة.. هل كنا نحلم عندما أيقنا بأن الثقافة تنطوي على مضمون يستطيع تغيير الواقع.. وأننا عبر ممارستها يمكن لنا أن نحرك المجتمع، ونعدّل في الوعي.. وأننا نستطيع بهذه الثقافة أن نرى أنفسنا أكثر قرباً من النار، وأكثر قدرة على معرفة "الحالة الإنسانية الخاصة" التي يتلبسها الحالمون والمؤمنون بأن الثقافة هي خندق الجميع..؟؟؟
قد يضح الكتاب مخيلة القارئ وتوقعاته على مقربة من تلك الإجابة، أو يلوِّح بها على الأقل.. لكني أتمنى أن يحافظ على السمت الذي أردته أن يخترق جميع الفصول وهو ألا يغادر أسباب إقصاء الثقافة العربية، وأسباب تحويل فاعلية أدوارها ووظائفها من الفاعلية المنتجة للديمقراطية والعقلانية إلى الفاعلية المنتجة للقوى الاستهلاكية، والقوى النسقية التي هيمنت طويلاً على أساليب تنشئتنا، وسياستنا، أينما كنا، في أحضان الأسرة أم في أحضان السياسة وأسواق المال... إقرأ المزيد