تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: دار بيروت للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:مصنف هذه الرسالة هو أحمد بن عبد الله التنوخي المكني بأبي العلاء، ولُد في معرة النعمان من أعمال حلب، وإليها نسب. وكانت ولادته يوم الجمعة من شهر ربيع الأول سنة 363هـ (973م) عاش أبو العلاء أعمى، وكان يقول أنه لا يتذكر من الألوان إلا الأحمر لأنه أُلبس يوم أصابه ...الجدري ثوباً مصفراً. وأبو العلاء سليل بيت علم وأدب. كان أبوه من أهل الأدب وجده سليمان قاضي المعرّة، وكانت أمه من أسرة تُعرف بآل سبكة اشتهر منهم غير واحد بالوجاهة والأدب، فهو إذاً مكتنف، من الطرفين، بالعلم والوجاهة والأدب.
ولقد لقنه أبوه النحو وهو حدث، ثم درس على جماعة من أهل بلده، ولما أدرك العشرين شرع يدرّس سائر علوم اللغة وآدابها، وكان يقيم أناساً يقرأون له، وأعطي من قوة الحافظة ما يفوق التصور، ولعل لعماه يداً في تقوية حافظته، تلك الحافظة التي كان يخزن فيها كل مفردات اللغة حتى قيل: ما نطقت العرب بكلمة لم يعرفها أبو العلاء. كان أبو العلاء متزهداً معرضاً عن كل الملذات، صادقاً يكره الكذب؛ وكان أيضاً كثير السخرية شديد التهكم، ويتجلى سخره اللاذع في رسالة الغفران-التي يحوي هذا الكتاب نصها-وفيها دوّن أبو العلاء ردّه على رسالة بعث إليه بها شيخ حلبي من أهل الأدب والرواية يدعى "علي بن منصور" ويعرف بابن القارع، وفيها يشكو هذا الأخير أمره لأبي العلاء، ويطلعه على بعض أحواله، ثم يعرض لأشخاص من الزنادقة والملاحدة أو المتهمين بدينهم فيتحدث عنهم ويذكر شيئاً من أخبارهم ثم يسأله في ختامها أن يجيب عليها. ورسالة الغفران كما قلنا تحوي إجابة أبي العلاء على رسالة ابن القارح مضافاً إليها في صدرها ما دوّنه أبي العلاء في جوابه من قصة رائعة جرت حوادثها في موقف الحشر، فالجنّة فالجحيم...
وهذه الرسالة قسمان، الأول جاء تحت عنوان رواية الغفران واحتوى على ستة فصول تحدث فيها عن: الجنة، موقف الحشر، عود إلى ذكر الجنة، جنة العفاريت، الجحيم، العودة إلى الجنة. أما الثاني فجاء تحت عنوان الرد على ابن القارح وفي هذا القسم يثني أبو العلاء على ابن القارح، وينفي عن نفسه تواضعاً ما نسب إليه فيها من علم وفضل، وبعد ذلك ينتقل إلى الحديث عن الأشخاص الذين جاء "ابن القارح" على ذكرهم؛ واصفاً بعضهم بالزنادقة والملحدين ومدافعاً عن البعض الآخر منهم؛ ومن ثم انتقل إلى ذكر بعض المذاهب والعقائد...
هذه هي رسالة الغفران في قسميها، وأبو العلاء في هذه الرسالة نقّادة يتناول في نقده اللغة والنحو والأدب، يسأل الشعراء عن ألفاظ وردت في شعرهم ويطلب منهم أن يفسروا له ماذا أرادوا من تلك الألفاظ. وقد اجتمعت في هذه الرسالة شخصيتا أبي العلاء الأدبية واللغوية، فتجلت عبقريته، وتجلى ذوقه الفني، ودقة ملاحظته وغزارة علمه بأسرار اللغة ومذاهب الشعراء من جاهليين وإسلاميين وعباسيين، هي الحق يقال جوهرة في الأدب العربي خلقتها عبقرية شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء أبو العلاء المعري. إقرأ المزيد