تاريخ الحضارة العربية الإسلامية - ورق شاموا
(0)    
المرتبة: 44,014
تاريخ النشر: 02/11/2016
الناشر: دار المدار الإسلامي
نبذة نيل وفرات:إن الحضارة هي تعبير عن كل منجزات أعمال الإنسان الفكرية والوجدانية والعمرانية ليحقق ذاته، ويحقق تقدم مجتمعه، ويسهم في المسيرة الإنسانية. وهي بهذا التعريف تشمل مختلف نشاط الإنسان وعطائه، كما توضح مدى إسهام الأمم في إغناء وتنمية المجتمعات الإنسانية والرقي بها. والحضارة في مفهومها الإسلامي تنطلق من رؤية مثالية ...للحياة، إذ يسعى كل مسلم، وكل مجتمع إسلامي أن يحقق هذه الرؤية ويعمل على إبرازها وتطويرها حتى تظل حية ماثلة في ضميره وتصرفاته ومعاناته، وحتى يجعل واقعه يسير على هديها.
ولذلك فالحضارة هي مثل عليا وتجارب متنوعة، وإبداع وخلق، وما يصحبها من معاناة لتصويب وتصحيح سيرة الإنسان. كما أنها تبرز ثقافة المجتمع الإسلامي الكامنة في ضمير الفرد وسلوكه تحدياً منه للانحرافات المارقة، وهي محصلة واقع تاريخي يتصل بمختلف العلاقات الاقتصادية والسياسية والأخلاقية والفكرية والاجتماعية. وحضارتنا الإسلامية تدفع كل مواطن نحو الأمانة والمثالية في الابتكار والتقليد في عمله وسلوكه وفي اختياراته ومواقفه، وهذا ما يجعلها تنطبع بطابع الالتزام بالمبادئ الإسلامية. ويجعلها على اتصال بماضيها وتراثها لأنها امتداد غير محدود.
إن حضارتنا الإسلامية تراث مثالي، وواقع تعيشه الأمة الإسلامية بقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وهي بهذا المنهج والأسلوب توجد بين المسلمين في جميع أنحاء الدنيا، أمماً كانوا أم أقليات أم أفراد مهاجرين في أوطان غير أوطانهم، لأنها تتسم بخصوصيات وقيم مشتركة مميزة تبرز في الأعراف والعادات والتقاليد، وهذه الخصائص تبرز الانسجام والتكامل في حضرة الأمة الإسلامية دون استثناء.
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا يعرض للحضارة العربية الإسلامية بشكل لم تأت عليه المؤلفات السابقة في كتب الحضارة العربية الإسلامية فهو يعكف على إبراز السمات الحضارية للمجتمع الإسلامي في مشرق العالم الإسلامي ومغربه في وحدة تكاملية أسهم فيها المسلمون في المشرق والمغرب بنصيب وافر كان له الأثر العظيم في تطور الإنسانية بما اشتملت عليه الحضارة الإسلامية من قيم وأخلاق وضع لبنائها واستراتيجيتها العلم الأول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. رسول الإنسانية جمعاء. كما ويعني الكتاب بتعريف القارئ بالنظم الإدارية والمالية والاجتماعية للإسلام مع إعطاء صورة ناصعة لما قدمته الحضارة العربية الإسلامية من إضافات في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإدارية والأمنية…
هذا ولم يغفل الباحث فيه-هذا الكتاب-دراسة الحضارة العربية قبل الإسلام، كما ولم يتجاهل العصور السابقة على الإسلام، لأنها تتضمن المنابت الأولى للحضارة العربية الإسلامية بحيث لا يمكن الاهتداء إلى تفسير مظاهر الحضارة العربية الإسلامية دون الإلمام ولو جزئياً بتلك المنابت الأولى.
إن ما يميز هذه الدراسة عن غيرها من الدراسات التاريخية أنها مزودة بالعديد من الصور والرسوم الفوتوغرافية الملونة لمظاهر الحضارة المادية في ظل الإسلام، وهي لا تمثل إلا قليل من كثير مما أبدعه الفكر العربي الإسلامي، وأسهمت به الحضارة العربية الإسلامية في حياة البشرية جمعاء. إقرأ المزيد