تفكك أوصال الدولة في لبنان 1967 - 1976
(0)    
المرتبة: 47,675
تاريخ النشر: 01/02/2002
الناشر: دار النهار للنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعالج هذا الكتاب السياسة اللبنانية في فترة ما قبل الحرب بين العامين 1967 و1974 كما في سنتي الحرب الأوليين في 1975 و1976. كثيرة هي النقاشات والأبحاث التي تناولت حروب لبنان المتعددة وعلى مختلف المستويات، من هذا المنظار أو ذاك، فتناولها أكاديميون وصحافيون وروائيون ركّز بعضهم على لبنان 1975، سنة ...اندلاع الحرب، وركّز آخرون على الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 وعلى عمليات خطف الرهائن في أواسط الثمانينات، فيما تطرق البعض الآخر إلى سنوات الحرب من موقع نهايتها في أوائل التسعينات. لكن قلة فقط من الدارسين تناولت الفترة السابقة للحرب مباشرة وحاولت سبر العلاقة بينها وبين تطور النزاع المسلح في أواخر السبعينات، وباستثناء تلك القلة فإن دارسي سياسة لبنان ما بعد الاستقلال قد تناولوا فترة الخمسينات وعلى الأخص أزمة 1958، وفترة الستينات، أو هم تطرقوا إلى الحرب نفسها. أما الحلقة المفقودة في الدراسات السياسية حول لبنان فهي البحث الذي يتناول عملية زعزعة الاستقرار فيه على الصعيدين الداخلي والخارجي على حدّ سواء، وذلك منذ أواخر الستينات.
وفي هذا الكتاب يحاول الباحث استعراض التطورات والأزمات الرئيسة التي عصفت بلبنان من كل صوب في تلك الفترة وذلك ضمن عمل تحليلي مفصّل. ويجيء ذلك ضمن أقسام الكتاب الثمانية. القسم الأول يحدد عملية التفكك السياسي من منظور مقارن، ويتطرق إلى النقاش الأكاديمي حول نظام لبنان السياسي في فترة ما قبل الحرب. القسم الثاني يتمحور حول المشهد السياسي والطائفي والأيديولوجي الذي سبق الحرب، ومن ثم يتفحص الباحث في هذا القسم التطور غير المتوازن للطوائف في المجتمع اللبناني وخاصة الطوائف المارونية والسنية والشيعية. القسم الثالث يعالج تطور الدولة اللبنانية ودورها وموقعها من ضمن أنظمة الحكم العربية حيث تتم مقارنة علاقة الدولة اللبنانية ودورها بالمجتمع في لبنان بتلك العلاقة إياها في البلاد العربية، وذلك خلال حالات التأزم المتعلقة بقضايا ذات أبعاد قومية عربية. القسم الرابع يسلّط الضوء على تغيّر طبيعة السياستين اللبنانية والعربية بعد حرب 1967 العربية-الإسرائيلية، وكان أبرز ما شهدته تلك الفترة من تطورات إعلان منظمة التحرير الفلسطينية الكفاح المسلح ضد إسرائيل. وهنا أفرد الباحث فصلاً طويلاً مفصلاً لموضوع اتفاق القاهرة عامة 1969 متبوعاً بفصل آخر يعالج السياستين اللبنانية والعربية في تحولاتهما بعد حرب 1967، كما يشمل البحث هنا المرحلة التي عرفت بالشهابية خلال حكم الرئيس فؤاد شهاب وبعده.
في القسم الخامس يُدرج عرضاً مفصلاً للعملية السياسية وللسياسة الإقليمية بين العامين 1970 و1974. أما القسم السادس فيشرح فيه الباحث المسائل الخلافية التي صبغت النصف الأول من السبعينات مركزاً على مسألتي المشاركة في السلطة والتغيير الاجتماعي والاقتصادي. ويقدم القسم السابع مسحاً لمختلف مراحل حرب العامين 1975-1976 ابتداءً من مواجهة عين الرمانة في نيسان/أبريل 1975؛ وانتهاءً بالحرب الفلسطينية-السورية في خريف 1976. أما القسم الأخير من الكتاب فهو تحليل شمولي للنظام السياسي في لبنان في إطار عملية زعزعة الاستقرار التي كانت الحرب ذروتها. وقد اعتمد الباحث، حيال الفترة التي يغطيها هذا الكتاب، على الصحافة اللبنانية الغزيرة التنوع مصدراً للمعلومات كذلك استخدام ما صدر مؤخراً من مذكرات وكتابات لسياسيين لبنانيين بارزين. بالإضافة إلى هذين المصدرين، استند الباحث إلى موادّ غير منشورة تتعلق بأطراف لبنانية وفلسطينية شاركت في الحرب، كما كان قد اطلع على تقارير ومعلومات رسمية حول أحداث وقعت قبل الحرب أو في أثنائها، وهذا مكنه من إلقاء الضوء على تطورات محورية.
أما المقابلات التي أجراها مع أكثر من خمسين سياسياً وناشطاً ومراقباً في ميدان السياستين اللبنانية والعربية على مدى عقدي الستينات والسبعينات فلم تكن أقل فائدة من المصادر الأخرى. ذلك أن العديد ممن قابلهم الباحث لم يبخلوا في التحدث صريحاً حول ما خبروه وفي اطلاعه على آرائهم الشخصية فيما يخص الفترة التي تناولها. ويبقى أمل الباحث كبيراً في أن يسهم كتابه هذا في رفع مستوى الفهم المدرك لما حصل من ممارسات وتجاوزات، وربما فيما يمكن أن يعمل في المستقبل. إقرأ المزيد