تاريخ النشر: 01/01/1984
الناشر: دار بيروت للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:صاحب هذا الديوان هو عنترة بن شداد بن قراد العبسي (615م) كان عنترة أسود اللون، وكان يكن بأبي المُفلس لسيره، إلى الغارات، في الفلس، وهو في ظلمة آخر الليل، وسواد لونه هذا جعله في عداد أغربة العرب الجاهلية. عرف عنه حبه لعبلة بنت عمه "مالك بن قراد العبسي"، وقد ...كان لهذا الحب تأثير عظيم في نفس عنترة وشعره، وهو إن لم يكن قد خلد عبلة بشعره، وجعلها إحدى عرائس الشعر، فإن عبلة هي التي صيرت عنترة، بحبها، ذلك البطل المغامر في طلب المعالي، وجعلته يزدان بأجمل الصفات وأرفعها، وهي التي رققت شعره كما رققت عاطفته، ونفحته بتلك العذوبة، وكانت سبب تلك المرارة واللوعة اللتين ربما لم تكونا في شعره لولا حرمانه إياها، وتعبير قومه له بسواد لونه وخسة نسبه، ذاك التعبير الذي كان يرى فيه حاجزاً بينه وبين الوصول إلى عبلة.
تميز عنترة عما سواه من الشعراء بشخصية محبوبة، لأن كل ما فيها من الصفات يجعل صاحبها قريباً من القلوب: فهو بطل شجاع، جريء الفوائد، حليم الطباع، عفيف النظر واللسان، كريم جواد، وهو إلى ذلك عاشق محروم ممن يحبه يتألم، ويشكو، يشكو من حظه العاثر في الحب، ومن ظلم قومه له، وإنكار جميل فعله نحوهم، فتظهر في شعره تلك المرارة التي تؤثر في النفوس، وتعطف القلوب.
وعنترة من شعراء الحماسة، يصف مواقعه أجمل وصف، ويصف خصمه فيجعله متحلياً بجميع الفضائل الجاهلية، ثم يفتخر بأنه قتله. ويمتاز شعره، مع ما فيه من جمال الوصف، بجمعه بين الرأفة والشدة وشرف المعاني وسهولة اللفظ، وحسن الانسجام ومتانة التعبير والرنة الموسيقية. وعلى كل قصائده مسحة خاصّة من كبر النفس وشرف العواطف، مع الاعتداد والترفع عن الدنايا والاستخفاف بالأمور، مما جعل لشعره صفة مميزة فدُعي بالشعر العنتري، ولقِّب به ما نُسج من الشعر على منواله.
وهذا الكتاب من سلسلة "ديوان العرب" يجمع بين طياته مختلف القصائد التي "دوّنها عنترة بن شداد" مرتبة أبجدياً تبعاً للقافية. على قسمين: القسم الأول يشتمل على القصائد التي ثبتت نسبتها لفترة، وهي ما رواه الرواة الذين عنوا بوضع قصّته: كالأصمعي، وأبي عبيدة، وأبي عمرو بن العلاء والمفضل الضبي وأبي سعيد السكّري والبطليوسي، ومن أخذ عنهم. أما القسم الثاني فيحتوي الشعر المشكوك في صحّته، وهو ما روي من قصته، وفي ديوانه الذي جُمع بعد وصفها. إقرأ المزيد