تاريخ النشر: 01/06/2002
الناشر: دار الفكر العربي للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:الشخصية التي يتحدث عن سيرتها هذا الكتاب هي شخصية عنترة بن عمر بن شدّاد بن قران العبسي، وهو أحد فرسان العرب وشجعانها وكرمائها وشعرائها المشهورين بالحماية والفخر والغزل. كانت أمّه أمة حبشية تسمّى زبيبة، وقعت في الأسر، فاستعبدها شدّاد، وهو من سادات بني عبس وأمرائها، ثم تزوّجها فأنجبت عنترة.
كان ...عنترة أسود اللون كأمّه، طويل القامة، سمين الجسم، عريض المنكبين. فارس الفروسية ومهر فيها، فشبّ فارساً شجاعاً هماماً، لا يهاب الموت. وكان من عادات العرب ألا تلحق ابن جارية بنسبها، بل تجعله في عداد العبيد، يرعى الإبل والخيل. فكان والده يأبى إلحاقه بنسبه وإعلان أبوته له على الملأ.
وبسبب هذا النكران، رفض عمّه مالك تزويجه بابنته عبلة، التي هام بحبّها، فشغلت قلبه وعقله، وراح يقول فيها أجمل القصائد مصوّراً فيها حرقته وألمه وشوقه وعنف حبّه واحتماله قسوة أهلها وغدرهم به، فارتبط اسم العاشق عنترة باسم محبوبته عبلة ارتباطاً أبدياً. وكان عنترة يكره استعباد أبيه له وإصراره على عدم الاعتراف به كابن شرعيّ، إلى أن أغار ذات يوم بعض العرب على قبيلة بني عبس، فناشد شدّاد عنترة إلى إنقاذ القوم. فما كان من عنترة إلا أن قاتلهم أشدّ قتال، وخلّص الأسرة واستنقذ ما بأيدي الأعداء من الغنيمة. فأعجب أبوه بقتاله وشجاعته وجرأته، فاستلحقه عندئذٍ واعترف به، أمام الخاص والعام، ابناً شرعياً يفتخر به.
ومنذ ذلك الوقت، لمع اسم عنترة بين فرسان العرب، وارتفع قدره بين الرجال وأصبح أشجع أهل زمانه وأجودهم بما هلكت يداه. ومما لا شك فيه، أنّ الأشعار التي نسبها الرواة إلى عنترة وأضافوه إلى ديوانه، تظهر جلية واضحة من خلال دراسة لغتها وأسلوبها ومقارنتها بلغة عصر الشاعر وأسلوبه في قصائده الثابتة النسبة، الصحيحة العزو إليه كما أوردها كبار الرواة والعلماء ممن روى شعر عنترة. وفي هذا الكتاب كما قلنا شرحٌ مفصّل لسيرة عنترة بن شداد بدءاً من ولادته وحتى وفاته، وتوثيق دقيق لبعض القصائد الثابتة النسبة إليه. إقرأ المزيد