التبشير بين الأصولية المسيحية وسلطة التغريب
(0)    
المرتبة: 81,006
تاريخ النشر: 01/12/2000
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لم يكن الهدف من التبشير بالمسيحية وتياراتها في البلاد العربية تحت ظل الدولة العثمانية، ونشر المحبة وروح المساواة التي نادى بها السيد المسيح، بقدر ما كان الهدف تحقيق المصالح الاقتصادية والسياسية لأوروبا تحت ستار الدين. من هذا المنطلق الاستعماري التفكيكي المتكئ على التبشير، استطاع الغرب أن يحقق اختراقه المادي ...والروحي في المجتمع العربي. فعبر التبشير استطاع الغرب أن يمارس على المواطنين العرب المسيحيين ليس التعذيب السياسي والاجتماعي فحسب، بل الثقافي والروحي أيضاً. هذا ما ساعد على سلخهم عن هويتهم وشدهم باتجاه الغرب ثقافياً وروحياً.
يأتي الكتاب في هذا الإطار حيث ضم دراسات تناول فيها المؤلف عدة مواضيع أولها موضوع التبشير كسلاح استخدمه الغرب لاختراق الدولة العثمانية آنذاك وتفتيت بنيتها الاجتماعية تحت ستار الدين. حيث بين المؤلف بأن الغرب استطاع أن يزعزع البنية الاجتماعية للدولة، بغير التبشير لصيغته المسيحية شكل الغرب في صلب هذه البنية كانتونات مليّة مغلقة، راحت كل جماعة فيها تشعر مع مرور الأيام بعزلتها عن المحيط الاجتماعي العام الذي نشأت فيه، مثلما راحت أيضاً تنسى تاريخها وقيمها المشتركة. في الدراسة الثانية من هذا الكتاب تناول الباحث موضوع الحركة الوهابية، حيث يبين من خلال هذه الدراسة سيرورة وصيرورة هذه الحركة، بأنها لم تكن مجرد راية حرب وغزو وفتح، بل كانت في حينه تبريراً فكرياً للاتجاهات التوحيدية في الجزيرة العربية بالرغم من أن هذه الاتجاهات التوحيدية، لم توضع ضمن برامج عمل محدودة ومدروسة بشكل مباشر. أما الدراسة الثالثة، فقد تناولت موضوع "الاستبداد والاستبداد المستنير"، كمفهوم أو نظرية كما طرح في أوروبا فكراً وممارسة، وبالتالي كما جاء أيضاً في الأدبيات السياسية لعصر النهضة العربية في القرن التاسع عشر وما بعده ومن خلال هذه الدراسة يتبين للباحث أن مشروع الاستبداد المستنير في أوروبا جاء ملبياً للظروف التاريخية التي عاشتها الطبقة الوسطى في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وهي الظروف التي أخذت فيها الطبقة الوسطى بعد أن وصلت إلى مرحلة وعي الذات، تطمح في الوصول إلى السلطة، والخلاص من سيطرة طبقة، وسلطة الكنيسة معاً. وفي الدراسة الرابعة تناول الباحث موضوع "محمد علي باشا" والي مصر، كنموذج للزعامة "الكاريزما" في ضوء "الاستبداد والاستبداد المستنير". ما قام به في هذه الدراسة، هو إعادة تقويم شخصية محمد علي باشا من منظور مختلف، بعيداً عن العاطفة والمزاجية منطلقاً من مقولة أساسية تقر بأن دراسة أي شخصية تظل مثار جدل وخلاف، انطلاقاً من طبيعة المرحلة التاريخية التي تمت فيها دراسة هذه الشخصية، ثم انطلاقاً من اهتمامات الكاتب ودرجة ثقافته، وطبيعة المصادر المتوفرة لديه أو التي يعتمدها لدراسة هذه الشخصية أو تلك.
وأخيراً انطلاقاً من المنهج الفكري الذي يتكئ عليه عند قيامه بهذه الدراسة. وعليه تبين للباحث ومن خلال دراسته لشخصية محمد علي والدور الذي قام به، بأن أي دولة تقوم دعائمها على أسس ميكافيلية ستكون نهايتها الفشل والانهيار مهما طال بها الزمن. وأخيراً تناول الباحث في الدراسة الخامسة موضوعاً آخر على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة لمن يريد أن يدرس عصر النهضة العربية في القرن التاسع عشر وما بعده. إنه موضوع (الإصلاحات العثمانية في القرن التاسع عشر والمشروع النهضوي المنعوت). إقرأ المزيد