تاريخ النشر: 01/01/1979
الناشر: وزارة الثقافة والإعلام
نبذة نيل وفرات:تناولت المقامات جذوانب مهمة من الحياة الاجتماعية والنواحي الدينية والأدبية بأسلوب منمق جميل يظهر فيها بلاغة العرب وفصاحتهم ونالت اهتماماً كبيراً وتثميناً لهذا النتاج الأدبي الرائع. وقد بلغ كتاب المقامات شهرة كبيرة وانتشاراً واسعاً من زمن الحريري نفسه حيث أنه كتب منه بخط يده أكثر من خمسمائة نسخة وقيل ...سبعمائة نسخة. ولعل هذه الشهرة التي اكتسبتها المقامات عائدة إلى كونها مرآة تعكس حياة أهالي البصرة التي نشأ بها المؤلف وتأثر بالحركة الأدبية السائدة فيها، فنجده في مقاماته مستعرضاً محاسن ومساوئ المجتمع وعاداته. فعرض فيها أسماء كثير من الأطعمة والملابس المعروفة في وقته ثم شرح كثيراً من الأمور الدينية يشكل ألغاز، فسّرها وبسّطها حيث يصعب فهمها، كل ذلك عرضه بأساليب جميلة أخاذة.
والمعروف عن المقامات بشكلها الظاهري أنها تدور على الكدية والاستجداء ولكن الحريري قصد في تأليفها نقد المجتمع نقداً بناءً، عسى أن تجد لهذه العيوب إصلاحاً، ولأهمية هذه المقامات اتخذها المصورون مادة لإبراز مواهبهم في توضح الحوادث، فأصبحت هذه الصور سجلاً حافلاً بالمواد المذكورة في المقامات.
وفي هذا الكتاب تجمع "ناهدة عبد الفتاح النعيمي" "مقامات الحريري" ملحقة إياهم بالصور التي رسمها المصورون. فقسمت مادة كتابها إلى خمسة فصول، جاء توزيعها كما يلي: تناولت في الفصل الأول وصف المقامات، وقيمتها الأدبية وحياة مؤلفها الحريري... وفي الفصل الثاني بحثت عن علاقة هذه المقامات بفن التصوير فبينت عناية المصورين بها والمقامات التي صورت حوادثها ثم المصورين الذين صوروها، والمخطوطات المؤرخة منها، وبيّنت مدى توفق المصورين في تصوير هذه الحوادث، أما الفصل الثالث فقد وجدت لازماً عليها وهي تذكر التصوير أن تبحث عن علاقة الدين الإسلامي بهذا الفن فتناولته من جوانب متعددة وأوردت أمثلة من العصور الإسلامية المختلفة، وعلاقة القرآن الكريم والأحاديث النبوية وآراء العلماء والفقهاء وكذلك الدوافع الرئيسية، والنتائج لتحريم التصوير وكراهيته التي سادت بين الناس، وفي الفصل الرابع قامت بتحليل صور المقامات من الناحية الفنية كالألوان والعمارة، والأزياء والأشخاص، والحيوانات والنباتات والمواكب والاحتفالات، والمراكب والسفن، والأثاث والأدوات، وقد تناولت في الفصل الخامس وهو الأخير دراسة المخطوطات التي لا تحمل تاريخاً واستعانت بآراء الباحثين للتوصل إلى تحديد تاريخ لها. إقرأ المزيد