نظرية الأجناس الأدبية في التراث النثري، جدلية الحضور والغياب
(0)    
المرتبة: 122,281
تاريخ النشر: 01/09/2001
الناشر: دار محمد علي للنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لقد احتل قصور "الجنس الأدبي"-على مرّ العصور-مكانة مرموقة في وصف الظواهر الأدبية وتفسيرها. ذلك أن الأدب لم يكن، يوماً، حاصل الآثار الفردية مجتمعة، بل كان هو ذاته يتكون من خلال العلاقات المتشابكة والمتنوعة التي تنسجها تلك الآثار في ما بينها.
وبقدر ما كانت الأجناس الأدبية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، ...كانت أيضاً مضارعة، في القدم، الأدب ذاته حتى لكأنها-إن جاز التعبير-تميل ضميره ووعيه. ومن ثم ارتبط الاثنان ارتباطاً وثيقاً جعل من الصب، إن لم يكن من المستحيل، فصل الأول عن الثاني، أو فهم طرف دون الاصطدام بالآخر.
هذا ورغم الأهمية المتزايدة لقضية الأجناس الأدبية ومفهوم الأدب، إلا أن الدارس يلقى صمتاً غريباً عن هذه القضية في النقد العربي ذلك مما أغرى الباحث على تناول هذا الموضوع منطلقاً من فكرة مبدئية تقوم على التلاحم الشديد بين الفكر واللغة والجدلية المعقدة المولدة لها، والقادحة لظهورهما في أنواع المخاطبات والمكاتبات. وقد فتح البحث بباب أول خصص الفصل الأول منه لتناول النقد العربي الحديث لمسألة الأجناس الأدبية، واستعراض أغلب ما كتب في الموضوع من أبحاث ودراسات والهدف من ذلك النظر في مدى حضور قضية الأجناس الأدبية في اهتمامات النقاد العرب المحدثين. أما الفصل الثاني فقد خصصه لاستعراض أهم الدراسات الغربية التي انكبت على المسألة. أما الباب الثاني، فقد تعلق بالنظر في أصناف الدلالة على الماهية وترتيب الموجودات، طموحاً إلى إدراك تصور العرب القدامى للوجود، وتراتب الموجودات، على أساس أن لذلك التصور ارتباطاً وثيقاً بالفكر واللغة، ومن ثم بالأدب والأجناس الأدبية. وقد كان من الضروري النظر في تعريف مصطلحي "الجنس والنوع" لغة، من خلال المعاجم والقواميس واصطلاحاً من خلال معاجم المصطلحات. وقد مثلت هذه التعريفات الفصل الأول من الباب الثاني، أما الفصل الثاني فقد نظر فيه الباحث بأصناف الدلالة وترتيب الموجودات، وهو أمر لا يوجد بما ينبغي من الوضوح والدقة إلا عند الفلاسفة. ولذلك خصص الباحث هذا الفصل لدراسة مواقف مختلفة من هذا الموضوع للفارابي وابن سينا وابن رشد وابن حزم وغيرهم. وفي هذا الفصل تمّ للباحث استكناه رؤية الوجود لأن ذلك يمثل أساس استجلاء الموقف من الأدب ووظيفته، وتبعاً لذلك التعامل مع أجناسه. وبالتالي فإنه وإذا ما تمّ استجلاء رؤية الثقافة العربية الإسلامية للوجود، وقصورها لتراتب موجوداته، أصبح بالإمكان النظر في حضور القضية في المدوّنة النثرية العربية القديمة، وهو ما خصص له الباحث الباب الثالث من البحث. وقسّمه إلى فصول أربعة، ارتأى الربط فيها بين قضية الأجناس الأدبية وأهم العصور الادبية، اختياراً للوضوح. مركزاً من خلال ذلك على أعلام النثر أكثر من تركيزه على تلك العصور. تعلق الفصل الأول بفترة ما قبل الإسلام، ما ميزها من غياب قصور أجناسي. أما الفصل الثاني فقد خصص لمرحلة ظهور الإسلام إلى القرن الأول، وما امتازت به من تغيير لرؤية العربي للوجود وتحوير لموقفه في الحياة، خصوصاً في ظل القرآن وإعجازه. بما من شأنه أن يفترض حدوث تحول جذري في الموقف من الأدب والأجناس الأدبية. واختص الفصل الثالث من هذا الكتاب للقرن الثاني للإسلام، ليكون تعبيراً عن تحول في الرؤية، ومن ثم عن تغير مفترض في مفهوم الأدب ووظيفته، إضافة إلى شروع المجتمع العربي الإسلامي في دخول عصر ثقافة المكتوب. وتناول في الفصل الرابع دراسة ظاهرة ثقافة المكتوب وتأثيرها على مفهم الأدب ومنظومة الأجناس الأدبية في نثر ابن قتيبة وابن المبرّد والجاحظ، أما الفصل الخامس فقد خصصه الباحث لأهم فترات التحول في التاريخ والثقافة العربيين وهي فترة القرن الرابع الهجري الذي يمثل ذروة مسار هذا الأدب وبداية انكماشه في آن. وقد عمد الباحث إلى استعراض أحوال هذا القرن السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، متوقفاً من ثم عند عدد من أعلام النثر، في هذه الفترة، فكان من ذلك النظر في حضور القضية في كتابات البلاغيين والإعجازيين، ثم التوقف عند كتابات الفلاسفة، خصوصاً الفارابي وابن سينا لأهميتها الظاهرة، قبل اختتام الفصل بدراسة قضية الأجناس من خلال مؤلفات النقاد، كالعسكري، وقدامة بن جعفر، والأدباء الذين مثلوا عصرهم أكثر من غيرهم، وهم الوشّاء والتنوخي والهمذاني والتوحيدي.نبذة الناشر:إن السؤال الجوهري القابع في طيّات هذا البحث هو التالي: هل كان للعرب القدامى وعي بالمغايرة؟ هل وُجد لديهم إدراك للأجناس الأدبية؟ وهل امتلكوا نظرية للأجناس الأدبية النثرية؟
لقد كان الجواب على هذه الأسئلة هو الهم الرئيسي للبحث مرتكزاً فيه صاحبه على فهم خفايا الحضارة ومجاهل الفكر ودروب الثقافة عند العرب القدامى، منطلقاً من فكرة مبدئية تقوم على التلاحم الشديد بين الفكر واللغة. إقرأ المزيد