النخبة الفكرية والانشقاق - تحولات الصفوة العارفة في المجتمع العربي الحديث
(0)    
المرتبة: 34,190
تاريخ النشر: 01/06/2001
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:لم يتشكل حضور النخب الثقافية بالفكرية العربية منذ النصف الثالث للقرن التاسع عشر بمعزل عن "الآخر" أي الغرب. فبين الردة عليه والرغبة فيه تكاثرت المواقف والنصوص ليضمن تراكمها ما يجري التواطؤ بشأنه كنهضة مغلبة، بمعنى القطيعة مع مرحلة ضاعت فيها الامبراطورية العربية وويلات الأطراف لتخضع للهيمنة العثمانية فترة طويلة.
وفيما ...تعد العلاقة بالدولة العثمانية ذات إشكالية خاصة، ما بين تيارين متعاكسين، أحدهما يرى في "إسلامية" هذه الدولة حاضناً ضامناً للهوية الدينية، وآخر يراها تسلطاً مقيتاً على شتى الصعد وتدميراً للمجتمعات العربية وإرادتها في الانبعاث، فإن النتائج المترتبة على الموقفين تتشكل منها نصوص تندرج هي الأخرى في تراكمات النهضة ومواقفها.
يأتي الكتاب في هذا الإطار حيث يرصد الباحث تحولات الصفوة العارفة في المجتمع العربي الحديث وذلك من خلال نصوص المثقفين العرب وتطلعاتهم وتحالفاتهم، ولربما كانت كتابات عزيز السيد جاسم وإدوارد سعيد، وكذلك مشاركات المفكرين الآخرين كسمير أمين وهشام شرابي، من بين المحفزات الأساس لتبئير وجهة النظر المعروضة في هذا الكتاب.
ومن ناحية أخرى وكما يذكر الباحث بأن موضوعه هذا لم يأتلف مع أجزائه الأخرى إلا من خلال وضع صارم ملحاح يدعو إلى مناقشة "المثقف والنخبة في ضوء المتغيرات الحادة داخل المجتمعات العربي. وبينما ترتكز مشاركات مثقفي العالم الثالث في أكثر من مجال له مساس واضح بقضاياهم المحلية، فقد حان لمثل هذه المجادلة أن تتآزر مع الأخريات في تقديم تصور ما لمحنة النخب الفكرية.
وبمثل هذه الناقشة يمكن أن تتأدى حوارات معينة بما يجري آتية بالمدرسية إلى الواقع ومجرياته، لتنخرط القراءة في الفعل والممارسة بصفتهما كلاً واحداً، يقصد مواجهة صريحة مع الذات أولاً ومع الأطراف المعنية وحركية الفكر ثانياً. وقد جاء جزء كبير من هذا الكتاب بمثابة مشاركة المؤلف في ندوة "المجلس الأعلى للثقافة" بمصر، أيار/مايو 1987 عن "مستقبل الثقافة العربية".نبذة الناشر:يبحث هذا الكتاب في تاريخ العلاقة بين المثقّف العربيّ والدولة العصرية منذ نشأتها الحديثة. والكتاب يتملّى نصوص المثفّفين العرب وتطلّعاتهم وتحالفاتهم، متّخذاً من طلائعيي عصر النهضة وبعض رواد الخطاب الإحيائيّ منطلقاً لتقديم تصوّر لتلك العلاقة المتوترة.
وإذا كانت الدولة العصرية قد حققت في بدايات نشأتها في ظلال الصراع مع الاستعمار شيئاً من طموحات الفئة الطليعية، فإنّ تحالفات تالية وقراءات سيئة ومشوّهة للتاريخ حفرت في جذور العلاقة وأوجدت أكثر من خندق مَصْلحيّ منذ نهاية الأربعينات. وجرى إعلاء خطاب على حساب آخر، وادعى ذلك الخطابُ أو مثيلهُ الأحاديّ أحقيةً مطلقةً تصادر الرأي الآخر وتنفيه. وكان لا بد أن تزخر الثقافة العربية بعلامات العصيان والتمرّد، أو الانكفاء على الذات، والمراوغة. ولعلّ خطاب المَهَاجر الواسعة يُفْضح عن مشكلات أوسع جرت معالجتها، لا على أساس امتيازها، وإنما على أساس إفصاحها عن داخلٍ منتهَكٍ مريض. إقرأ المزيد