استقراء العراق : صراع السلطة والثقافة
(0)    
المرتبة: 94,132
تاريخ النشر: 16/11/2021
الناشر: الجامعة الأميركية في بيروت
نبذة الناشر:قراءة تخوض في غمار الثقافة العراقية التي هي مورد من موارِد الهويّة، متوجّهة إلى الأدب العراقي بوصفه نمطاً من "التمرّدات المعرفية" حسبما يَصِفُ ميشيل فوكو المعرفة المُستهجنة والمرفوضة بإزاء النظرية الأحاديّة القوام التي يُدينُ بها خطاب الهيمنة وأساطين السُلطة.
وقد تبدو بذلك شبيهةً بجينولوجيا فوكو في ثنائيّة المعرِفة والسُلطة، لكنّها قِراءةٌ ...تختصُ بالعراق، البلد الذي لم تكتف الدكتاتوريات والقوى الاستعمارية والإمبريالية فيما - قبل-وبعد الانتداب بجعل المعرفة من أولى أولوياتهم من أجل تحقيق مآربِهم الخاصّة، بل عَكفوا على العبث بها واستغلالها لإعادة ابتكار تكوينات عُرفية وتثبيت سطوتهم وبسط نفوذهم. ومن حينها، وبالرغم ممّا يحدُثُ لماماً من استغلال لقئاتٍ من الطبقة المثقّفة وتجنيدهم لترويج الأيدلوجية الحاكِمة والدعاية لها، باتَ الأدب العراقي يتسمُ بصفة الزعزعة والإخلال بالموازين؛ فهو بنزعتِهِ الثقافيَّة المفطورة على بداهة نقديّة كانَ ومافتىً يُديرُ دفّة الأمور بِما يُفرِزُ وعياً يصلُحُ وصفه بالثائِرِ والنافِرِ والمُخالِف، إلاّ أنّ هذه العريكة المتمرّدة فيه قد انصَهرَت في روح المُعاناة الافتدائية لدى العامّة وأصبحَت المصداق الذي يُكذِّبُ دعاوى الاستعمار والسلطويّة الفاشستية بقدومها من أجل التحرير والخلاص والانعتاق. إنّ صوت التمزّق والأسى في هذه الثقافة، الذي يوغِل عميقا في الطقوس والمراسيم ويتجسّمُ فيها، فيه رنين الألم والإباء معاً. وإنّ المسرّ المُودَع في هذا الصوت من المعاناة الافتدائية يُشكّلُ مؤشراً للعلاقة الديالكتيكية بين الثقافة والسلطة. إقرأ المزيد