تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:أحيط كتاب الإمام أبو حامد الغزالي "تهافت الفلاسفة" منذ ظهوره بهالة من التقدير والإعجاب، وشاع في الأوساط الفكرية والثقافية آنذاك أن الغزالي وجّه بكتابه هذا ضربة قاضية إلى الفلسفة لم تقم لها بعده قائمة. فهل كانت هذه الضربة هي الهدف الحقيقي للكتاب؟ وهل وفّق الغزالي بما ساقه في كتابه ...إلى إسكات الفلسفة إلى الأبد وما هي ملامح المنهج الذي اتبعه للوصول إلى مثل هذا الهدف؟ هذه الأسئلة وغيرها حول عمل الغزالي هذا ما يحاول المحقق الإجابة عنها في مقدمته التي استهل بها الكتاب.
وبالعودة إلى الكتاب يجد الباحث بأن أبرز ما تميز به منهج "تهافت التهافت" أن الغزالي اتبع فيه طريقة الدفاع من خلال الهجوم، الدفاع عن المذهب الأشعري، والهجوم على مذاهب الفلاسفة وتابعيهم، مستخدماً أسلوب المتقدمين من المتكلمين في الرد على الخصوم، أسلوب: "فإن قلتم... قلنا" وهو أسلوب يقوم على محاولة الخصوم، وإلزامهم بنتائج يتصورها بنفسه.
وقد قيل في الإمام الغزالي وفي الكتاب الكثير ما بين منافح ومهاجم، وما كانت المواقف للتباين منه، لولا المكانة الرفيعة التي تبوأها هذا الرجل في عالم الدين والفكر والفلسفة، ولو لم يكن الغزالي على ذلك القدر من الجرأة التي دفعته إلى تريح الفلاسفة ونقض مقولاتهم، ومحاربة أفكارهم، متسلحاً بعلوم الكتاب والسنة. وبالمذهب الأشعري الذي اعتنقه، والصوفية التي سلك معارجها، والفلسفة التي عقلها ورعاها، فإنه لو لم يكن الإمام أبو حامد الغزالي على تلك الحال من الجرأة والمعاندة والاحترام والوعي، لما اجتهد خصومه، وأجهدوا أنفسهم في تجهيله وتسفيه آرائه، ولما تفانى أنصاره في الدفاع عن مقولاته، والتخفيف من حدة سقطاته وهناته. إقرأ المزيد