لامية العرب للشنفري (لونان)
(0)    
المرتبة: 44,546
تاريخ النشر: 01/01/2023
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:ترك العرب تراثاً شعرياً ضخماً ، لا تزال أجيال الأمة العربية تعتز به ، وتفخر بفرائده النفيسة بين الأمم والشعوب . وكان لعرب الجاهلية النصيب الأوفر من تلك المفخرة العظيمة ، إذ تضمنت تَرِكَتُهم الشعرية مجموعةً كبيرةً من الدواوين ، لعشرات من الشعراء الكبار الذين لمعت أسماؤهم في سجل ...التاريخ . وقد لحظ الجاهليون فخامة وجزالة وجودة بعض قصائد شعرائهم ، فحفظوها وروها ، وكتبوها بماء الذهب ، وعلّقوها على أستار الكعبة ، ثم توارثها الأبناء والأحفاد من بعدهم ، وتعهدوها بالرواية والدراسة والشرح والتحليل جيلاً إِثر جيل . وعُرفت تلك القصائد بـ " المعلّقات " ، و بـ " السبع الطوال " أو المطوّلات " ، و " المذهّبات " ، و" السّموط " ، و " المشهورات " ، و " السبعيات " ، و " السبع الجاهليات " . وانتقى أبو زيد القرشي - صاحب كتاب جمهرة أشعار العرب - بالإضافة إلى " المعلّقات " ستّ مجموعات شعرية ، تضم كل مجموعة منها سبع قصائد ، لشعراء جاهليين ، ومخضرمين ، وإسلاميين ، هي على التوالي : المجمهرات ، المنقيات ، المُذّهبات ، المراثي ، المشوبات ، المُلحمات . وجمع الأصمعي عدداً من قصائد العرب في كتاب أسماه : " الأصمعيات " ، وكذلك فعل المفضّل الطبّي في كتابه " المفضليات " . وبالرغم من أهمية القصائد والمجموعات الآنفة الذكر ، ونفاستها ، وجودتها ، فإننا نجدها قد رُتّبت في مجموعات ، تشترك قصائد كل مجموعة منها باسم واحد ( معلّقات ، مذهّبات . . . ) ، ولم تنفرد القصيدة الواحدة بإسم خاص يميّزها عن غيرها من القصائد ، الأمر الذي يدفع الباحث إلى التساؤل عن سبب تفرّد القصيدة التي نُسبت على الشاعر الجاهلي المعروف بالشنفري ، بهذه المّيزة ، فحملت إسم " لامية العرب " ولماذا لم يطلق على " المعلّقات " مثل هذا الإسم ، وهي وفقاً لإجماع النقّاد والرواة ، أنفس ما تركه عرب الجاهلية من شعر . وكذلك ، فإن لشعراء الجاهلية الكبار ، قصائد " لاميّة " كثيرة : خمس عشرة قصيدة لامرئ القيس ، منها قصيدته المعلّقة – ثلاث لاميات لطرفة بن العبد - أربع لاميّات للنابغة الذبياني - لاميّتان لعنترة بن شدّاد - لاميّة واحدة للأعشى ميمون بن قيس : ويطرح الباحث تساؤلاته : فلماذا تخصّ لاميّة الشنفري ، من دون تلك اللاميّات بمثل هذا التفضيل والتكريم ، والشنفري برأي الكثير من النقّاد دون هؤلاء الشعراء ، رتبة وشهرة ؟ ؟ ولماذا قيل : " لاميّة العرب " ، ولم يُقَلْ : " لاميّة الأزد " ، أو " لاميّة سلامان " ، أو غير ذلك ؟ ؟ أسئلة طرحها الباحث ، قبل بدئه بدراسة قصيدة الشنفري ، مشيراً بأنّه مما لا شك فيه أن للنقّاد الذين أطلقوا عليها إسم " لاميّة العرب " أسبابهم المقبولة ، وضيفاً أنّه لو لم يكن الأمر ، لكان هناك مَن يعارض هذه التسمية ، أو ينكرها ، أو يخطّئ أصحابها ، لكن شيئاً من هذا لم يحدث . أما الباحث ، صاحب هذه الدراسة ، فقد عمد إلى قراءة القصيدة قبل شرحها مرّات عديدة ، متتبّعاً سيرة صاحبها فيما توافر له من كتب التراجم والأدب ، حيث ، تمكن في نهاية المطاف ، إلى تسجيل ما يلي : - خَلَت اللامية من حديث الخمر ، والمباهاة بشربها ، والإنفاق عليها - لم تتضمّن اللامية ذكر النساء والتهالك على التلذذ بهن ، حلالاً ، أو حراماً ، وسَمَتْ أبياتها عن الإقرار بالفحش والزني ، مثل قول طرفة بن العبد الذي ربط حياته بلذّات ثلاث ، لولاهن لم يكترث من جاءه الموت : [ فلولا ثلاث هنّ من لذّة الفتى . . وعَيشَكَ لم أفعل حتى قام عودي / وهذه اللذّات هي : شرب الخمر في الصباح الباكر ، والتلذذ بالمرأة في اليوم القاتم المطير ، وإكرام الضيف أو نجدته . في حين ترفّع صاحب اللاميّة عن ذلك كله ، ورأي في الركون إلى المرأة ضعفاً أو عجزاً ، قد يعيقه عن تحقيق أهدافه - اشتملت اللاميّة على فضائل إنسانية ، ومحامد خُلُقية ، غير موجودة في قصائد معاصريه ، مثل : الصبر ، العفّة ، وسموّ النفس ، وعلوّ الهمّة ، والترفّع عن النميمة ، وإباء الذلّ والضيم – تضمّنت اللاميّة صورة حيّة لحياة المجتمع البدوي ، كما تضمنّت صورة للعلاقات التقليدية – صدرت اللاميّة عن طبيعة صافية ، وفطرة ساذجة ، لا تكلُّف فيها ، ولا تصنّع ، ولا رياء - اتسعت اللاميّة لتشمل أغراضاً متنوعة ، كالعقاب ، والفخر ، والوصف الذي تناول فيه موضوعات عدة ، كالصبر ، والجوع ، والنوم ، والراحة . . . . وحسب هذه العقيدة فخراً أن الرواة نسبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولاً جاء فيه : " علّموا أولادكم لاميّة العرب ، فإنّها تعلمهم مكارم الأخلاف " فإذا صحّت هذه الرواية ، تكون هذه القصيدة وصاحبها قد بلغا درجة رفيعة . . . . هذا من جهة ، وأما عمل الباحث فقد جاء على النحو التالي : 1- تصدير الكتاب بمقدمة تضمّنت لمحة عن تراث العرب الشعري في الجاهلية ، وموقع اللاميّة فيه . 2- تزويد المقدمة بنبذة عن خطة الباحث في الدراسة والشرح والتوثيق . 3- التعريف بالشاعر صاحب " اللاميّة " . 4- التعريف " باللاميّة " وموضوعاتها ، والدراسات التي تناولتها بالشرح والتحقيق . 5- شرح أبيات " اللاميّة " بشكل يسهل على الدارسين فهمها ، واستيعاب معانيها ، والتعرّف إلى ما اشتملت عليه من فضائل وقيم . 6- الإستعانة بالقرآن الكريم ، ومناجم اللغة ، ودواوين الشعراء الجاهليين لشرح بعض المفردات العربية القديمة . إقرأ المزيد