تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:تبدو الحكاية عند أحمد المديني ليست حكاية وهم فقط، بل تمتد لتشكل خطاب ملفوظٍ، أو مكتوباً، يضطلع برواية حدث، موضوع الخطاب، وملفوظة في آن، وعلى هذا الأساس نحتاج روايته هذه (حكاية وهم) إلى قراءة خاصة، فهي حكاية تختفي في ثنايا مجموعة من الحكايات المستقلة عن بعضها البعض يؤطرها خطاب ...تجريدي هو أقرب إلى مناجاة "أنا" لنفسها منه إلى بناء حدثي، فليس هناك نظام محدد للأحداث داخل الرواية وليس هناك منطق يحكمها، ولا وجود لخط سردي متتابع قادر على جمع شتات الوقائع ضمن نفس حكائي واحد.
إن الأمر على خلاف ذلك، فالذات لا تستوقفها الوقائع، ولا تثير إهتمامها، إنها مشدودة بهلع وسوداوية، بل ومأساوية تشكل عالماً منحطاً منكفئاً على ذاته لا نقرأ فيه سوى الأنقاض؛ أنقاض المدن والمنازل والكائنات، فما أن تبدأ الأنا بشتم جنرالات وحكام العالم قاطبة، حتى تقفز إلى الحديث عن ثيران وتلال من أجساد الأجداد والأحفاد، والرؤيات المحملة بأسرار الكلام في دائرة مغلقة هي "دائرة الأسرار تُحكم الطوق حولي حوله لمن له الحول القول سبحانك عالم الشهادة العليم بهذا القول المبهم الجسد الموجون تحت تضاريس المغرب القصوى حدوده أعضائي أبصرها أولها هي من أنتَ من فتماسكنا وتفاتكنا قبل الوداع على يقين سؤال هائل في الخفاء هائلٍ في حضور الغياب هائم وجهه في تضاريس البلاد يا من بإسمه يبدأ اسم تلك البلاد... يا... يا...".
وبهذا المعنى يبدو الخطاب النصي تجريدي تتداخل فيه الأشياء من منظور سردي غامض ومبهم هو الآخر، هي "أنا" السارد التي تطاول الكون بكل ظواهره، تشهد لحظة الإنبثاقة الأولى وتحاول تفسير ما يدور حولها من أحداث ووقائع، لهذا فإن (حكاية وهم) تحتاج إلى قراءة معمقة، وتصور ذهني خاص لمتلقٍ غير عادي. إقرأ المزيد