سفراء النبي صلى الله عليه وسلم
(0)    
المرتبة: 182,293
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع، دار الأندلس الخضراء
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:بعث النبي صلى الله عليه وسلم رسله إلى الملوك والأمراء قبل الفتح وبعد الحديبية، وكتب معهم إليهم يدعوهم إلى الإسلام، فقد خرج إلى أصحابه بعد عمرته التي صُدّ عنها يوم الحديبية، فقال: "أيها الناس أن الله قد بعثني رحمة وكافة، فلا تختلفوا عليّ كما اختلف الحواريون على عيسى بن ...مريم". فقال أصحابه: "وكيف اختلف الحواريون على عيسى بن مريم". فقال: أصحابه: "وكيف اختلف الحواريون يا رسول الله؟". فقال: "دعاهم إلى الذي دعوتكم إليه، فأما من بعثه مبعثاً قريباً فرضي وسلم، وأما من بعث مبعثاً بعيداً فكره وجهه وتثاقل، فشكا ذلك عيسى إلى الله، فأصبح المتناقلون كلّ واحد منهم يتكلم بلغة الأمة التي بعثت إليها"، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلاً من أصحابه، وكتب معهم كتباً إلى الملوك يدعوهم فيها إلى الإسلام، وبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك الإسكندرية، وجد المقوقس في مجلس مشرق على البحر، فلما حاذى مجلسه، أشار بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصبعيه، فلما رآه المقوقس، أمر بالكتاب فقبض، وأمر بحاطب فأوصل إليه، وقرأ المقوقس كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما منعه إن كان غنياً أن يدعو علي فيسلط عليّ؟"، فقال له حاطب: "ما منع عيسى بن مريم أن يدعو على من أبى عليه أن يُغفل به ويُغْفل؟"، ووجم المقوقس ساعة، ثم استعادها، فأعادها عليه حاطب، فسكت. وسأل المقوقس حاطباً: "أخبرني عن صاحبك، أليس هو نبياً؟"، قال: "بلى"، قال: "فما له لم يدْعُ على قومه حيث أخرجوه من بلدته؟"، فأجابه به حاطب: "فعيسى بن مريم رسول الله حين أراد قومه صلبه، لم يدع عليهم حتى رفعه الله"، قال: "أحسنت، أنت حكيم جئت من عند حكيم".
وهكذا تابع حاطب مهمته كسفير من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأداها على الوجه الأمثل كأرفع دبلوماسي في عصرنا الحاضر، وعلى ذلك يمكن القول بأنه كان للرسول الله صلى عليه وسلم دولته وبالتالي كان له رجاله الذين كان يبعث بهم لإيصال رسائله التي جاءت بمثابة إقامة علاقات مع تلك الدول من جهة، وكان هؤلاء الرجال أيضاً بمثابة سفراء كما يطلق عليهم بلغة هذا العصر.
من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يسلط الضوء على هذا العمل الدبلوماسي الذي مارسه الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يمارسه رؤساء الدول في يومنا الحاضر، ويبقى الفرق، وكما يرى المؤلف، بأن الرسول كان يختار سفراءه أو رسله بعناية، وكانوا بالتالي خير الرجال أي خير السفراء الذين خدموا دولتهم اجلّ خدمة.
لقد عمد المؤلف إلى إيراد أسماء هؤلاء الرجال الذين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم إلى البلاد لتبليغ رسالته ولإقامة علاقات جوار سليمة معهم.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف اعتنى عناية بالغة في وضع القارئ بالصورة تجاه تلك الشخصيات الدبلوماسية التي وقع إختيار رسول الله صلى عليه وسلم، بالإستناد إلى معطيات نؤهلهم لهذا المنصب الحساس ولهذه المهمة البالغة الأهمية، حيث أداها كلاًّ منهم خير تأدية، وهذا ما سيلحظه القارئ من خلال حوارات هؤلاء الرجال، وطريقة تأدية مهماتهم، ومواقفهم وتصرفاتهم حيالها، وحكمتهم، وبلاغتهم، وسرعة بديهتهم إلى ما هنالك من سمات تجعل القارئ معجماً بهذه الشخصيات وموقناً بانها الشخصيات المناسبة لهذا المنصب الدبلوماسي وملؤه الأمنيات بأن لو كانوا من المعاصرين.
ويشير المؤلف إلى أن هدفه من هذا الكتاب هو تقديم سفراء النبي صلى الله عليه وسلم، الذين اختارهم قبل خمسة عشر قرناً، ليعرف الجميع أي نوع من الرجال كانوا، وما هي سماتهم التي أهلتهم لتولي مثل هذا المنصب الرفيع للتأكيد على أن النبي هو المعلّم الأول لهذه الأمة، ولا يزال وسيبقى ما بقي الإسلام والمسلمون. إقرأ المزيد